١٦٧ ـ وصف هلال بن نافع للحسين عليهالسلام وهو يجود بنفسه :
(مثير الأحزان لابن نما ، ص ٥٧)
قال هلال بن نافع : إني لواقف في عسكر عمر بن سعد ، إذ صرخ صارخ : أبشر أيها الأمير ، فهذا (شمر) قد قتل الحسين.
قال : فخرجت بين الصفين فوقفت عليه ، وإنه ليجود بنفسه. فو الله ما رأيت قتيلا مضمّخا بدمه أحسن منه ولا أنور وجها ، ولقد شغلني نور وجهه وجمال هيئته عن الفكرة في قتله (١).
١٦٨ ـ الحسين عليهالسلام يطلب شربة ماء في آخر رمق من حياته :
(مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٣٥٦)
فاستسقى عليهالسلام في تلك الحال ماء ، فأبوا أن يسقوه. وقال له رجل : لا تذوق الماء حتى ترد الحامية فتشرب من حميمها. فقال عليهالسلام : أنا أرد الحامية فأشرب من حميمها! بل أرد على جدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأسكن معه في داره ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، وأشرب من ماء غير آسن [أي غير متغيّر الطعم والرائحة] ، وأشكو إليه ما ارتكبتم مني وفعلتم بي. (قال) : فغضبوا بأجمعهم ، حتى كأن الله لم يجعل في قلب أحدهم من الرحمة شيئا (٢).
فاحتزّوا رأسه وإنه ليكلمهم. فتعجبت من قلة رحمهم ، وقلت : والله لا أجامعكم على أمر أبدا.
وفي (الأنوار النعمانية) للسيد نعمة الله الجزائري ، ج ٢ ص ٢٤٤ :
قال : فأقبل عدوّ الله سنان بن أنس وشمر بن ذي الجوشن العامري في رجال من أهل الشام ، حتى وقفوا على رأس الحسين عليهالسلام ، فقال بعضهم لبعض : أريحوا الرجل. فنزل سنان بن أنس وأخذ بلحية الحسين عليهالسلام وجعل يضرب السيف في حلقه ، وهو يقول : والله إني لأجتزّ رأسك ، وأنا أعلم أنك ابن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خير الناس أما وأبا.
وفي (مقدمة مرآة العقول) ج ٢ ص ٢٨٤ :
__________________
(١) لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ١٨٨.
(٢) مقتل المقرم نقلا عن مثير الأحزان لابن نما ، ص ٤٩.