مني ، فقال : تسمع وترى؟. فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : دعوه دعوه ، لا يغفر الله له ، فتركني.
٦٠٨ ـ قصة الثقفي : (أسرار الشهادة للدربندي ، ص ٥١٣)
هذه القصة رواها الشعبي عن الثقفي بنحو مفصّل ، وذلك حيث قال :
قال محمّد بن البجلي : حججت بيت الله الحرام ، فبينما أطوف فإذا برجل (وهو ثقفي) يقول : الله م إني أعوذ بك من القوم الظالمين ، لا يزيد على هذا. فتقدمت إليه وسألته عن سبب ذلك؟. فأخذ بيدي إلى شعب من شعاب مكة ويدي في يده. فجلس وجلست. فقال لي : هذا شعب من؟. قلت : شعب علي بن أبي طالب عليهالسلام. فقال : لا أقدر أن أقعد في شعب رجل كان مني عليه ما يسوؤه. فقلت : وما ذاك؟. فانحرف ناحية ، وقال : اعلم أني كنت من الأربعين رجلا الموكلين في الشام بحفظ رأس الحسين عليهالسلام. وكنا إذا جاء الليل نجعله في صندوق ونقفله وننام عنده في بعض البيوت. فلما كانت ليلة من الليالي وقد نام أصحابي وأنا غير نائم ، وإذا بالسقف قد انشقّ ، وإذا قد نزل آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم ، ثم نزل وفد من الملائكة والنبيين والمرسلين والصدّيقين والشهداء والصالحين ، فجلسوا أمام الصندوق. ونزل رجل أكثرهم نورا وأحسنهم وجها ، فنصب له كرسي من النور ، وقيل له : اجلس يا محمّد ، يا خاتم النبيين وسيد المرسلين. ونزل من بعده علي بن أبي طالب ، ونزل من بعده أربعة من الرجال ، ومناد يقول : اجلس يا حمزة ويا جعفر ، وانزل يا عقيل ويا عباس. فجلسوا إلى جانب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم. ثم إن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم فتح الصندوق وأخرج منه رأس الحسين عليهالسلام فظهر منه نور سدّ المشرق والمغرب ، فبكى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وبكت الأنبياء والملائكة عند رؤيته. فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا أبي يا آدم ويا أبي نوح ويا أبي إبراهيم ، ويا أخي موسى ويا أخي عيسى ، ويا معاشر الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين والشهداء والصالحين ، انظروا ما فعلت أمتي بولدي الحسين عليهالسلام. فقالوا : لعن الله أمّة فعلت هذا بولدك الحسين عليهالسلام.
قال الثقفي : ثم إني سمعت مناديا ينادي : يا أيها الأنبياء والمرسلون والصالحون ، غضّوا أبصاركم ونكّسوا رؤوسكم لتجوز أم البشر ، فإذا بها امرأة أشبه الناس بآدم عليهالسلام. ثم نزلت مريم ثم آسية بنت مزاحم ، ثم سارة وصفراء ابنة