وأول من فعل ذلك الإمام زين العابدين عليهالسلام ، فبعد أن فرغ من دفن أبيه الحسين عليهالسلام وأهل بيته وأنصاره ، أخذ قبضة من التربة التي وضع عليها الجسد الشريف ، (فشدّ تلك التربة في صرّة) ، وعمل منها سجدة ومسبحة ، وهي السّبحة التي كان يديرها بيده حين أدخلوه الشام على يزيد ، فسأله : ما هذه التي تديرها بيدك؟. فروى له خبرا عن جده رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مؤداه أن من يحمل السبحة صباحا ويقرأ الدعاء المخصوص ، لا يزال يكتب له ثواب التسبيح وإن لم يسبّح بها ..
وأول من صلّى على هذه التربة الإمام زين العابدين عليهالسلام ثم ابنه الباقر ، ثم ابنه الصادق عليهالسلام الّذي حثّ شيعته على الاقتداء به والسجود على تربة الحسين عليهالسلام حتى صارت شعارا من شعارات الشيعة ، يتقربون بها إلى الله. ومما يؤثر عن الإمام الصادق عليهالسلام قوله : «إن السجود على تربة أبي عبد الله الحسين عليهالسلام يخرق الحجب السبع». ولعل المراد بالحجب السبع الصفات الذميمة التي تحجب النفس عن أنوار الحق ، وكلها بحرف الحاء ، وهي [الحقد ، الحسد ، الحرص ، الحدّة ، الحماقة ، الحيلة ، الحقارة] ، وبالسجود على التربة الحسينية تزول هذه الحجب السبع ، وتحل محلها الحاءات السبع من الفضائل ، وهي [الحكمة ، الحزم ، الحلم ، الحنان ، الحصانة ، الحياء ، الحب].
اليوم التاسع من صفر
إكرام يزيد للإمام زين العابدين عليهالسلام
٦٠٤ ـ إنزال يزيد لزين العابدين عليهالسلام في داره الخاصة :
(أسرار الشهادة للدربندي ، ص ٥٢٤)
ورد في (المناقب) : ثم إن يزيد أنزلهم في داره الخاصة ، فما كان يتغدّى ولا يتعشّى حتى يحضر معه علي بن الحسين عليهالسلام.
٦٠٥ ـ لماذا سمّى الحسين عليهالسلام عدة من أولاده باسم علي؟ :
(بحار الأنوار ، ج ٤٥ ص ١٧٥ ط ٣)
في كتاب (النسب) عن يحيى بن الحسن ، قال يزيد لعلي بن الحسين عليهالسلام : وا عجبا لأبيك سمّى عليا وعليا.! .. فقال عليهالسلام : إن أبي أحبّ أباه فسمّى باسمه مرارا.