وبجيوش الذباب. أما القبة المضروبة عليه فقد تشققت حتى كادت أن تخرّ وتسجد ، كما وصفها الشاعر محمّد المجذوب (١) من طرطوس في قصيدته التالية ، التي وصف فيها قبر معاوية وصفا حيا كما رآه حين زاره.
٨٩٩ ـ زيارة الشاعر محمّد المجذوب لقبر أمير المؤمنين عليهالسلام ثم لقبر معاوية :
ذهب الشاعر الطرطوسي محمّد المجذوب خريج الأزهر ، إلى النجف الأشرف ، وزار هناك مرقد مولانا الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام ، فوجد الذهب الإبريز يسجد على أعتابه .. وعند ما عاد إلى دمشق مرّ بخربة فيها قبر ، فسأل عنها؟. فقالوا : إنها قبر معاوية!.
فأنشد في ذلك الموقف الأبيات التالية ، مخاطبا بها (أبا يزيد) :
أين القصور أبا يزيد ولهوها |
|
والصّافنات وزهوها والسّؤدد |
أين الدّهاء نحرت عزّته على |
|
أعتاب دنيا سحرها لا ينفد |
آثرت فانها على الحقّ الذي |
|
هو لو علمت على الزّمان مخلد |
تلك البهارج قد مضت لسبيلها |
|
وبقيت وحدك عبرة تتجدد |
هذا ضريحك لو بصرت ببؤسه |
|
لأسال مدمعك المصير الأسود |
كتل من التّرب المهين بخربة |
|
سكر الذّباب بها فراح يعربد |
خفيت معالمها على زوّارها |
|
فكأنها في مجهل لا يقصد |
ومشى بها ركب البلى فجدارها |
|
عان يكاد من الضّراعة يسجد |
والقبّة الشّماء نكّس طرفها |
|
فبكلّ جزء للفناء بها يد |
تهمي السحائب من خلال شقوقها |
|
والريح في جنباتها تتردّد |
وكذا المصلّي مظلم فكأنه |
|
مذ كان لم يجتز به متعبد |
__________________
(١) محمّد المجذوب : أديب وقاصّ وشاعر سوري مرموق ، ولد في طرطوس عام ١٩٠٧ م وتوفي عام ٢٠٠٠ م عن عمر يناهز ٩٣ عاما. من كتبه الكثيرة : فضائح المبشرين ـ دروس من الوحي ـ مشكلات الجيل في ضوء الدين ـ همسات قلب (شعر) ـ نار ونور (شعر) ١٩٤٧. من تراث الأبوة (مسرحيات تاريخية) اللاذقية ١٩٣٥ ـ الكواكب الأحد عشر (قصة طويلة) بيروت ١٩٥٤. (مجلة الموسم ـ العدد ٧ ص ٨٧٣).