صغيرين على طرفيه (فرخين). ويمكن أن يسمى الباب الكبير (الأوسط) لتمييزه عن الفرخين. وقد تهدمت قنطرة هذا الباب من الزلازل ، أما البابان الطرفيان فقد طغى عليهما ارتفاع أرض دمشق ، حتى لم يبق بين منسوب الأرض وأسكفة الباب أكثر من متر ، وتبدو عليهما النقوش الرومانية. وسترى أن حامل رأس الحسين عليهالسلام على السنان ، لما وقف به عند الفرخ الشمالي من الداخل ، اهتزّ رمحه فسقط الرأس الشريف ، فبني في مكان سقوطه مسجدا تقديسا له عليهالسلام.
باب الفراديس
وأما (باب الفراديس) فهو الباب الشمالي لمدينة دمشق ، وبما أن باب الفراديس هو عدة أبواب متتالية كما ذكرنا سابقا ، هي من الجنوب إلى الشمال : الباب العموري (الأول) ـ الباب الآرامي (الثاني) ـ الباب الروماني (الثالث) ، وبما أن رواية مخطوطة مصرع الحسين عليهالسلام الموجودة في مكتبة الأسد ، تنصّ على أن هذا الباب كان تلا من التراب في عهد يزيد ، فأغلب الظن أن المقصود بباب الفراديس في الروايات الباب الآرامي (الثاني) الّذي كان مهدوما لقدمه وعدم أهميته. وحين أراد يزيد وضع السبايا ألقى بهم في بناء مهجور عند هذا الباب ، وهو المكان الّذي صار مرقد ومسجد السيدة رقية عليهالسلام فيما بعد (انظر المخطط السابق واللاحق).
استمرارية الأبواب في باب الفراديس
يقول الأستاذ أحمد غسان سبانو في كتابه القيّم (مكتشفات مثيرة) ص ٢٧٣ عن استمرارية الأبواب السابقة :
بعض أبواب دمشق ظلت في مكانها مدى العصور دون أن تتغير ، مثل البابين الداخليين : باب جيرون وباب البريد.
لكن هذا لا ينطبق على باب الفراديس الخاص بالسور الشمالي ، فقد تغيّر موضعه مع الزمن حسب الضرورات. فباب الفراديس الخاص بالسور العمّوري ، أعطى فيما بعد باب الفراديس الخاص بالسور الآرامي ، ثم باب الفراديس الخاص بالسور الروماني ، وهو ما يطلق عليه باب الفراديس الجديد ، وهو القائم اليوم.
وبين السورين الآرامي والروماني تقع منطقة ضيّقة فيها منازل اليوم ، تدعى (جادة بين السورين) ، وهي تخفي السور الآرامي [لأنها مبنية عليه].