حبيب بن مظاهر. وليس هناك أي مبرر أن يدفن ثلاثة رؤوس منهم فقط في هذا الموقع دون الباقي. ومما يؤكد أنهم دفنوا جميعا في ذلك المكان القصة الواقعية التالية.
٧٥٧ ـ تعمير مشهد رؤوس الشهداء عليهمالسلام :
روى لي المرحوم الحاج حسن أبو ياسر الخياط ما يؤيد وجود رؤوس الشهداء جميعا في هذا المشهد المعظم ، قال :
اجتمعت بالسيد سليم مرتضى جد السيد سليم مرتضى متولي مقامات الستات اليوم ، فقصّ عليّ هذه القصة ، قال :
كنا نجدد مقامات أهل البيت عليهمالسلام في الستات ، ولما أردت تعمير مقام رؤوس الشهداء عليهمالسلام ، أتيت بمعلم مسيحي ينحت الأحجار لعمل سور جديد حول المقام. وكان العامل يأتي صباحا باكرا ، أفتح له المقام ثم أتركه وأذهب إلى البيت. ثم أرجع العصر لأناظر ما أنجزه من عمل. وفي يوم من الأيام جئت فوجدت المسيحي قد جمع أغراضه في السلة يريد إنهاء عمله. قلت : ما بك؟. قال : إذا أنا أردت الاستمرار في العمل عندكم ، أخاف أن أترك ديني وأصير مسلما!. قلت : لماذا؟. قال : البارحة بينما كنت أحرر التراب حول مقام الرؤوس ، لأضع الأحجار الجديدة ، انفتحت أمامي ثغرة ، نظرت منها فإذا بي أرى غرفة تحت الأرض فيها عدة رؤوس ؛ بعضها أمرد ، وبعضها بلحية ، وبعضها مغمض عينيه ، وأحدها معصّب رأسه.
ثم جاء السيد سليم [ت ١٣٤٩ ه ـ ١٩٣١ م] ونظر من الكوة ، فرأى الرؤوس وعددهم ستة عشر رأسا ، مصفوفة بشكل دائرة ، وكأنها مدفونة لساعتها ، كل رأس منها ما زال بشحمه ولحمه لم يصبه أذى أو بلى ، والدماء ظاهرة عليه .. ثم سدّ المسيحي الثغرة ورحل.
والظاهر أن العلامة السيد محسن الأمين الّذي عاصر تلك الحادثة ، لم يكن حاضرا في دمشق في ذلك الوقت ، بل مسافرا إلى لبنان. وكم كنت متمنيا لو رأى الرؤوس بعينه ووثّق تلك الواقعة الهامة.
كرامة لمشهد رؤوس الشهداء عليهمالسلام :
قال السيدان كامل ومحمد علي نظام في مجلة العرفان ، عدد تشرين الأول