ومجمع بن عبد الله العائذي ، فإنهم قاتلوا في أول القتال ، فشدّوا مقدمين بأسيافهم على أهل الكوفة ، فلما أوغلوا فيهم عطف عليهم الناس وقطعوهم عن أصحابهم ، فندب إليهم الحسين عليهالسلام أخاه العباس عليهالسلام فاستنقذهم بسيفه وقد جرحوا بأجمعهم. وفي أثناء الطريق اقترب منهم العدو فشدوا بأسيافهم مع ما بهم من الجراح ، وقاتلوا حتى قتلوا أول الأمر في مكان واحد.
وعاد العباس عليهالسلام إلى أخيه وأخبرهم بخبرهم.
وكان هؤلاء الأربعة من مخلصي الشيعة في الكوفة ، التحقوا بالحسين عليهالسلام بالعذيب قبل وصوله إلى كربلاء.
ترجمة عمرو بن خالد الأسدي الصيداوي
(أدب الطف للسيد جواد شبّر ، ص ٨١)
كان عمرو من أشراف الكوفة ، مخلص الولاء لأهل البيت عليهمالسلام. قام مع مسلم بن عقيل ، حتى إذا خانته الكوفة لم يسعه إلا الاختفاء. فلما سمع بمقتل قيس بن مسهر ، وأخبر أن الحسين عليهالسلام صار بالحاجر ، خرج إليه مع سعد مولاه ، وجابر بن الحارث السلماني ومجمع بن عبد الله العائذي ، وابنه خالد ؛ واتّبعهم غلام لنافع البجلي بفرسه المدعو (الكامل) فجنبوه. وأخذوا دليلا لهم الطرماح بن عدي الطائي ، وكان جاء إلى الكوفة يمتار لأهله طعاما. فخرج بهم على طريق متنكبة ، وسار سيرا عنيفا من الخوف ، حتى انتهوا إلى الحسين عليهالسلام وهو بعذيب الهجانات ، فاستقبلهم. وقال عليهالسلام : أما والله إني لأرجو أن يكون خيرا ما أراد الله بنا ؛ قتلنا أو ظفرنا.
٥٩ ـ احتدام القتال إلى زوال الشمس :
(الإرشاد للشيخ المفيد ، ص ٢٣٨)
وكان القتل يبين في أصحاب الحسين عليهالسلام لقلة عددهم ، ولا يبين في أصحاب عمر بن سعد لكثرتهم. واشتدّ القتال والتحم ، وكثر القتل والجراح في أصحاب أبي عبد الله الحسين عليهالسلام إلى أن زالت الشمس.