نبدو إلا وجدنا رجلا من بني أسد هناك. فقال له أبي : أراك ملازما هذا المكان!. قال : بلغني أن حسينا عليهالسلام يقتل ههنا ، فأنا أخرج إلى هذا المكان ، لعلي أصادفه فأقتل معه.
قال ابن الهيثم : فلما قتل الحسين عليهالسلام ، قال أبي : انطلقوا بنا ننظر هل الأسدي فيمن قتل مع الحسين عليهالسلام؟. فأتينا المعركة وطوّفنا ، فإذا الأسدي مقتول.
(أقول) : لعل هذا الشهيد هو أنس بن الحارث الكاهلي أو الأسدي ، لأن الكاهلي أسدي. وهو نفسه أنس بن كاهل الأسدي الّذي ذكر في زيارة الناحية المقدسة. وذكر في بعض المصادر : مالك بن أنس الكاهلي ، وهو تصحيف.
وقد مرّت هذه الفقرة في الجزء الأول من الموسوعة برقم ٢١٤ بعنوان : ملازمة رجل من بني أسد أرض كربلاء ، فراجع.
مصرع أنس بن الحارث الكاهلي رحمهالله
٨٢ ـ مصرع أنس بن الحارث الكاهلي ، وكان صحابيا :
(مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٣١٣)
وكان أنس بن الحارث بن نبيه الكاهلي شيخا كبيرا صحابيا ، رأى النبي (ص) وسمع حديثه ، وشهد معه بدرا وحنينا. فاستأذن الحسين عليهالسلام وبرز شادّا وسطه بالعمامة ، رافعا حاجبيه بالعصابة. ولما نظر إليه الحسين عليهالسلام بهذه الهيئة بكى ، وقال : شكر الله سعيك يا شيخ.
ثم حمل ولم يزل يقاتل حتى قتل على كبره ثمانية عشر رجلا ، وقتل أمام الحسينعليهالسلام (١).
وفي (وسيلة الدارين) ص ١٠٢ : روى أهل السير أنه لما جاءت نوبة أنس ، استأذن الحسين عليهالسلام في القتال ، فأذن له ، فبرز وهو يقول :
__________________
(١) ذكر أبو مخنف في مقتله ، ص ٧٣ ما يشبه هذا الكلام عن (جابر بن عروة الغفاري) وكان شيخا كبيرا صحابيا.