بالكتاب الّذي كتبته إليك في قتل الحسين (ومناجزته). قال : مضيت لأمرك وضاع الكتاب. قال : لتجيئني به. قال : ضاع. قال : لتجيئني به!. قال : ترك والله يقرأ على عجائز قريش بالمدينة ، اعتذارا إليهنّ.
٣٤١ ـ مجادلة عبيد الله بن زياد مع عمر بن سعد حول ملك الريّ :
(المنتخب للطريحي ، ص ٣٣٠ ط ٢)
قال فخر الدين الطريحي : حكي أنه لما فرغ عمر بن سعد من حرب الحسين عليهالسلام وأدخلت الرؤوس والأسارى إلى عبيد الله بن زياد ، جاء عمر بن سعد ودخل على عبيد الله بن زياد يريد منه أن يمكّنه من ملك الرّي. فقال له ابن زياد : آتني بكتابي الّذي كتبته لك في معنى قتل الحسين وملك الري. فقال له عمر بن سعد : والله إنه قد ضاع مني ولا أعلم أين هو. فقال له ابن زياد : لا بدّ أن تجيئني به في هذا اليوم ، وإن لم تأتني به فليس لك عندي جائزة أبدا ، لأني كنت أراك مستحييا معتذرا في أيام الحرب من عجائز قريش. ألست أنت القائل؟ :
فو الله ما أدري وإني لصادق |
|
أفكّر في أمري على خطرين |
أأترك ملك الرّي والريّ منيتي |
|
أم ارجع مأثوما بقتل حسين |
وهذا كلام معتذر مستح متردد في رأيه.
٣٤٢ ـ ابن زياد يتلاعب على عمر بن سعد ويتنصّل من كتابه :
(المصدر السابق)
فقال عمر بن سعد : والله يا أمير لقد نصحتك في حرب الحسين نصيحة صادقة ، لو ندبني إليها أبي سعد ، لما كنت أدّيته حقه كما أديت حقك في حرب الحسين. فقال له عبيد الله بن زياد : كذبت يا لكع [أي يا لئيم أو يا أحمق].
فقال عثمان بن زياد [أخو عبيد الله بن زياد] : والله يا أخي لقد صدق عمر ابن سعد في مقالته. وإني لوددت أنه ليس من بني زياد رجل إلا وفي أنفه خزامة
[هي حلقة توضع في الأنف بعد ثقبه ، كناية عن الإذلال والاستعباد] إلى يوم القيامة ، وأن حسينا لم يقتل أبدا.
٣٤٣ ـ عمر بن سعد يرجع بخفّي حنين (المصدر السابق)
فقال عمر بن سعد : فو الله يابن زياد ما رجع أحد من قتلة الحسين بشرّ مما رجعت