يا أماه قتلوا والله الحسين أبانا!. فقالت : كفّي صوتك يا سكينة ، فقد أقرحت كبدي ، وقطّعت نياط قلبي. هذا قميص أبيك الحسين عليهالسلام معي لا يفارقني ، حتى ألقى الله به.
ثم إن يزيد تركها ولم يعبأ بقولها.
٥٧٧ ـ يزيد يستشير النعمان بن بشير الأنصاري :
(مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ٥٩)
عن عكرمة بن خالد قال : أتي برأس الحسين عليهالسلام إلى يزيد بن معاوية بدمشق ، فنصب. فقال يزيد : عليّ بالنعمان بن بشير. فلما جاء قال : كيف رأيت ما فعل عبيد الله بن زياد؟. قال : الحرب دول. فقال : الحمد لله الّذي قتله. فقال النعمان : قد كان أمير المؤمنين [يقصد معاوية] يكره قتله. فقال يزيد : ذلك قبل أن يخرج ، ولو خرج على أمير المؤمنين لقتله. قال النعمان : ما كنت أدري ما كان يصنع. ثم خرج النعمان.
فقال يزيد : هو كما ترون إلينا منقطع ، وقد ولاه أمير المؤمنين ورفعه ، ولكن أبي كان يقول : لم أعرف أنصاريا قط إلا يحب عليا وأهله ، ويبغض قريشا بأسرها.
الأيام التالية
رؤيا الطفلة رقيّة عليهالسلام ووفاتها
ذكر المؤرخون أنه كان للإمام الحسين عليهالسلام أربع بنات هن : فاطمة [أمها أم اسحق التيمية] ، وسكينة [أمها الرباب بنت امرئ القيس] ، وزينب
(ذكرها السيد الأمين في الأعيان ، ج ١ ص ٥٧٩) والظاهر أنها لم تحضر كربلاء ، وليس هناك أي خبر عنها. أما الرابعة فلا يذكرونها ، وليست هي إلا رقيّة عليهالسلام ، ولعل سبب عدم ذكرها لأنها كانت طفلة صغيرة ، ولم تشترك في شيء من أحداث كربلاء. أما أمّها فالظاهر أنها [أم إسحق بنت طلحة بن عبيد الله التيمية] أم فاطمة.
وقد اشتهرت السيدة رقية عليهالسلام برؤياها التي رأتها حين كانت مع السبايا في الخربة عند باب الفراديس بدمشق ، وبطريقة وفاتها المأساوية التي تقطّع الأكباد.