(٥) ـ سيرة الإمام علي بن الحسين عليهالسلام
«زين العابدين»
٧٨٨ ـ عبادة الإمام زين العابدين عليهالسلام :
(إعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي ، ص ٢٥٤ ط بيروت)
روى سعيد بن كلثوم قال : كنت عند الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام ، فذكر أمير المؤمنين عليهالسلام فمدحه بما هو أهله.
ثم قال الصادق عليهالسلام : والله ما أطاق عمل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من هذه الأمة غيره. وإن كان ليعمل عمل رجل كان وجهه بين الجنة والنار ؛ يرجو ثواب هذه ، ويخاف عقاب هذه. ولقد أعتق من ماله ألف مملوك في طلب وجه الله والنجاة من النار ، مما كدّ بيده ، وشحّ منه جبينه ... وما أشبهه من ولده ولا أهل بيته أحد أقرب شبها به ، من علي بن الحسين زين العابدين عليهالسلام.
ولقد دخل ابنه الإمام الباقر عليهالسلام عليه ، فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد ، فرآه قد اصفر لونه من السهر ، ورمدت عيناه من البكاء ، ودبرت جبهته من السجود ، وورمت ساقاه من القيام في الصلاة.
فقال الباقر عليهالسلام : فلم أملك حين رأيته بتلك الحال من البكاء ، فبكيت رحمة له. وإذا هو يفكر ، فالتفت إليّ بعد هنيهة من دخولي ، فقال : يا بني ، أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة علي عليهالسلام. فأعطيته ، فقرأ منها يسيرا ، ثم تركها من يده تضجّرا ، وقال : من يقوى على عبادة علي بن أبي طالب عليهالسلام.
وروي أن زين العابدين عليهالسلام كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة ، وكانت الريح تميله بمنزلة السنبلة!.
وكان عليهالسلام إذا توضأ اصفرّ لونه. فقيل له : ما هذا الّذي يغشاك؟. فقال : أتدري لمن أتأهّب للقيام بين يديه؟!.
وفي (أدب الطف) للسيد جواد شبّر ، ص ٢٥٥ :
قال الإمام الباقر عليهالسلام : إن أبي ما ذكر لله نعمة إلا سجد ، ولا قرأ آية إلا سجد ، ولا وفّق لإصلاح اثنين إلا سجد ، ولا دفع الله عنه كربة إلا سجد ، ولا فرغ من صلاته إلا سجد. وكان أثر السجود في جميع مواضع سجوده.