٤٢٤ ـ جبل زين العابدين عليهالسلام شمال حماة :
(جولة أثرية في بعض البلاد الشامية عام ١٠٥٨ ه لأوليا جلبي التركي ـ ترجمة أحمد وصفي زكريا).
يقول أوليا جلبي : يقع شمال حماة نشزان عاليان ، يسمّيان قرون حماة. وقرون حماة جبلان متقاربان ، من الحجر الحري الأسود ، يبعدان عن حماة إلى الشمال نحو عشرة كيلومترات ، ويدعى الكبير منهما جبل زين العابدين عليهالسلام [علوه ٦٣١ م] ، والصغير كفر راع. وفوق جبل زين العابدين عليهالسلام جامع مهجور ذو قبتين بيضاوين ، من آثار الملك الأشرف (قايتباي) في سنة ٨٨٢ ه. وفي الجامع مقام يسمى مقام زين العابدينعليهالسلام تقصده النصيرية من جبالهم الغربية للزيارة في شهر نيسان من كل عام».
(أقول) : وقد اعتني اليوم بهذا المقام الجليل الواقع في أعلى جبل زين العابدينعليهالسلام وعمل له طريق حلزوني يوصل إلى المقام ، وأصبح الطريق كله مشجّرا ، ويؤمه الناس من كل مكان.
والذي يظهر من التسمية ، أنه هو الجبل الّذي وضع عليه الرؤوس والسبايا حين امتنعت حماة عن استقبالهم. فصلّى هناك الإمام زين العابدين تلك الليلة فيه ، فتشرف الجبل به فسمي باسمه ، وأقيم له فيه مقام عامر تخليدا لذكره.
٤٢٥ ـ حمص (معجم البلدان لياقوت الحموي)
حمص بلدة مشهورة قديمة كبيرة ذات سور. وفي طرفها القبلي قلعة حصينة على تل عال كبير. بناها رجل يقال له حمص.
قال أهل السير : حمص بناها اليونانيون ، وزيتون فلسطين من غرسهم.
وبحمص من المزارات والمشاهد : مشهد علي بن أبي طالب عليهالسلام فيه عمود فيه موضع إصبعه ، رآه بعضهم في المنام. وفيها دار خالد بن الوليد ، وقبره فيما يقال. وبعضهم يقول إنه مات بالمدينة ودفن بها ، وهو الأصح.
ويقال : إن خالد بن الوليد مات بقرية على نحو ميل من حمص ، وأن هذا الّذي يزار بحمص إنما هو قبر خالد بن يزيد الكيميائي المشهور ، وهو الّذي بنى القصر بحمص ، وآثار هذا القصر في غربي الطريق باقية. وبحمص قبر قنبر مولى علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وبها قبور لأولاد جعفر بن أبي طالب عليهالسلام.