وأقبل يقول وينظر إلى الرأس :
ليت أشياخي ببدر شهدوا |
|
جزع الخزرج من وقع الأسل |
٥٤٦ ـ يزيد يستنكر أن يكون الحسين وآله أفضل من يزيد وآله :
(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ٢ ص ٥٧)
ثم أتي بالرأس حتى وضع بين يدي يزيد في طست من ذهب. فنظر إليه وأنشد :
نفلّق هاما من رجال أعزّة |
|
علينا ، وهم كانوا أعقّ وأظلما |
ثم أقبل على أهل المجلس ، وقال : إن هذا كان يفخر عليّ ويقول : أبي خير من أبي يزيد ، وأمي خير من أمه ، وجدي خير من جده ، وأنا خير منه ؛ فهذا الّذي قتله .. فأما قوله بأن أباه خير من أبي ، فلقد حاجّ أبي أباه فقضى الله لأبي على أبيه. وأما قوله بأن أمي خير من أمه ، فلعمري لقد صدق ، إن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خير من أمي. وأما قوله بأن جده خير من جدي ، فليس لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقول بأنه خير من محمّد. وأما قوله بأنه خير مني ، فلعله لم يقرأ : (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ ، تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ ، وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ ، ... بِيَدِكَ الْخَيْرُ ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)!.
وقد روى الطريحي في (المنتخب) ص ٤٩٣ ط ٢ هذه المحاورة ، أنها كانت بين يزيد والسيدة زينب عليهالسلام قال :
لما دعا اللعين يزيد بسبي الحسين عليهالسلام وعرضوا عليه ، قالت له زينب بنت علي عليهالسلام : يا يزيد أما تخاف الله سبحانه من قتل الحسين عليهالسلام؟. وما كفاك حتى تستحثّ حرم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من العراق إلى الشام؟ وما كفاك انتهاك حرمتهن حتى تسوقنا إليك كما تساق الإماء ، على المطايا بغير وطاء ، من بلد إلى بلد؟!.
فقال لها يزيد : إن أخاك الحسين قال : أنا خير من يزيد ، وأبي خير من أبيه ، وأمي خير من أمه ، وجدي خير من جده. فقد صدق في بعض ، وألحن في بعض. أما جده رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فهو خير البرية ، وأما أن أمه خير من أمي ، وأباه خير من أبي ، كيف ذلك وقد حاكم أبوه أبي؟. ثم قرأ : (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ) (٢٦) [آل عمران : ٢٦].
فقالت زينب عليهالسلام : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ١٦٩ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) (١٧٠) [آل عمران : ١٦٩ ـ ١٧٠].