(أقول) : وهذا تخبّط آخر من ابن جبير. فذكر أولا قبرين من ولد الحسن والحسينعليهالسلام ، فمن هما؟. ثم قال : لعلها سكينة أخرى ، مما يدل على تشككه في ذلك. والصحيح أن القبرين المنسوبين للسيدة أم كلثوم زينب الصغرى عليهالسلام ولسكينة بنت الحسين عليهالسلام ، هما لسيدتين من نسل أهل البيت عليهالسلام. أما أم كلثوم وسكينة فقد توفيتا في المدينة بعد رجوعهما من كربلاء ، ودفنتا هناك.
وقد ذكر ابن جبير أن هذه المشاهد هي في غرب دمشق ، والصحيح أنها جنوب دمشق خارج السور.
٧٧٧ ـ تحقيق الشيخ المازندراني : (معالي السبطين ، ج ٢ ص ١٣٣)
يذكر المازندراني في تحقيقه أقوال من ذهب إلى أن زينب العقيلة عليهالسلام دفنت في مصر ، ومن قال إنها دفنت في دمشق ، قال :
في كتاب (لواقح الأنوار) : توفيت زينب بنت علي بن أبي طالب عليهالسلام بدمشق الشام في سنة ٧٤ أربع وسبعين هجرية ، فعلى هذا يكون عمرها ٦٧ سنة.
وفي الكتاب المذكور قال : إن زينب المدفونة بقناطر السباع [جنوبي القاهرة] أخت الحسين بن علي عليهالسلام بلا شك [أقول : فتكون أم كلثوم الصغرى إن صحت نسبتها].
وقال الشعراني في (الطبقات) : أول من أنشأ قناطر السباع الملك الظاهر ركن الدين بيبرس ، ونصب عليها سباعا من الحجارة ، فإن رنكه على شكل سبع [الرنك : هو شعار المماليك في مصر] ، ولذلك سمّيت قناطر السباع. ا ه
وقال المرحوم السيد حسن صدر الدين في كتابه (نزهة أهل الحرمين) : زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين عليهالسلام وكنيتها أم كلثوم ، قبرها في قرب زوجها عبد الله بن جعفر الطيار ، خارج دمشق الشام معروف. جاءت مع زوجها عبد الله بن جعفر أيام عبد الملك بن مروان إلى الشام سنة المجاعة ، ليقوم عبد الله بن جعفر فيما كان له من القرى والمزارع خارج الشام ، حتى تنقضي المجاعة. فماتت زينب عليهالسلام هناك. وغيره غلط لا أصل له فاغتنم ، فقد وهم في ذلك جماعة فخبطوا خبط العشواء.