٥٥٩ ـ يزيد يهمّ بقتل زين العابدين عليهالسلام :
(بحار الأنوار ، ج ٤٥ ص ١٦٨ ط ٣)
في تفسير علي بن إبراهيم ، قال الإمام الصادق عليهالسلام : لما أدخل رأس الحسين بن علي عليهالسلام على يزيد ، وأدخل عليه علي بن الحسين عليهالسلام وبنات أمير المؤمنين عليهالسلام ، كان علي بن الحسين عليهالسلام مقيّدا مغلولا. فقال يزيد : يا علي بن الحسين ، الحمد لله الّذي قتل أباك!. فقال علي بن الحسين عليهالسلام : لعن الله من قتل أبي.
قال : فغضب يزيد وأمر بضرب عنقه. فقال علي بن الحسين عليهالسلام : فإذا قتلتني ، فبنات رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من يردّهن إلى منازلهن ، وليس لهنّ محرم غيري؟ فقال يزيد : أنت تردّهن إلى منازلهن.
ثم دعا بمبرد ، فأقبل يبرد (الجامعة) من عنقه بيده. ثم قال له : يا علي ابن الحسين ، أتدري ما الّذي أريد بذلك؟. قال : بلى ، تريد أن لا يكون لأحد عليّ منّة غيرك. فقال يزيد : هذا والله ما أردت.
٥٦٠ ـ مجادلة زين العابدين عليهالسلام مع يزيد في آية من القرآن :
(المصدر السابق)
ثم قال يزيد : يا علي بن الحسين (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) [الشورى : ٣٠]. فقال علي بن الحسين عليهالسلام : كلا ، ما هذه فينا نزلت ، إنما نزلت فينا : (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ ٢٢ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ) (٢٣) [الحديد : ٢٢ ـ ٢٣]. فنحن الذين لا نأسى على ما فاتنا ، ولا نفرح بما آتانا منها.
وفي رواية الشعبي : ثم أمر أن يدخل عليه بعلي بن الحسين عليهالسلام ، فأدخل والنسوة من خلفه. فقال يزيد : من أنت يا غلام؟. فقال له : يا يزيد أنت أعرف الناس بي ، أنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهالسلام. قال يزيد : أليس قد قتل علي بن الحسين؟. قال : ذاك أخي علي الأوسط. قال يزيد : وإلى القتل آتي بك يا علي. ثم أمر بقتله ، فأخرج. فصاحت زينب عليهالسلام : إلى أين يراد بك؟. فقال عليهالسلام : إلى القتل. فصاحت أم كلثوم وزينب : وحسبك يا يزيد من دمائنا. نناشدك الله إن قتلته فاقتلنا (معه). فأمر بردّه.