يا سيدي لعل قد أصابه شيء؟!. قال عليهالسلام : لا يا ليلى ، ولكن قد خرج إليه من أخاف منه عليه ؛ فادعي له ، فإني قد سمعت جدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «إن دعاء الأم يستجاب في حق ولدها». فكشفت رأسها ودعت له ، ولعنت بكرا ، إلى أن جرى بينهما ما جرى.
(وفي خبر) دعت ليلى بهذا الدعاء : يا رادّ يوسف على يعقوب من بعد الفراق ، وجاعله في الدهر مسرورا ، ويا رادّ إسماعيل إلى هاجر. إلهي بعطش أبي عبد الله ، إلهي بغربة أبي عبد الله ، امنن عليّ بردّ ولدي.
١٠٥ ـ مصرع علي الأكبر بن الحسين عليهالسلام على يد مرة بن منقذ العبدي :
(مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ٣٠)
فاستأذن أباه في القتال ، فأذن له. ثم نظر إليه نظرة آيس منه ، وأرخى عينيه فبكى.
ثم رفع سبابتيه نحو السماء وقال : الله م كن أنت الشهيد عليهم ، فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خلقا وخلقا ومنطقا برسولك محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم (١) وكنا إذا اشتقنا إلى وجه رسولك نظرنا إلى وجهه. الله م فامنعهم بركات الأرض ، وإن منعتهم ففرقهم تفريقا ، ومزّقهم تمزيقا ، واجعلهم طرائق قددا ، ولا ترض الولاة عنهم أبدا. فإنهم دعونا لينصرونا ، ثم عدوا علينا يقاتلونا ويقتلونا (٢). ثم صاح الحسين عليهالسلام بعمر بن سعد : مالك قطع الله رحمك ولا بارك لك في أمرك ، وسلّط عليك من يذبحك على فراشك ، كما قطعت رحمي ولم تحفظ قرابتي من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ثم رفع صوته وقرأ : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ٣٣ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (٣٤) [آل عمران: ٣٣ ـ ٣٤].
شهادة علي الأكبر عليهالسلام
ثم حمل علي بن الحسين عليهالسلام وهو يقول :
أنا علي بن الحسين بن علي |
|
نحن وبيت الله أولى بالنبي |
__________________
(١) مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٣٢١ نقلا عن مثير الأحزان لابن نما ، واللهوف ، ص ٦٣.
(٢) ذكر أبو مخنف في مقتله مثل هذا الكلام بعد استشهاد القاسم عليهالسلام ص ٨٠.