أسعدنني وابكين معي ، فقد قتل سيّدكنّ. فقيل : ومن أين علمت ذلك؟!. قالت : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الساعة في المنام شعثا مذعورا ، فسألت عن ذلك؟. فقال : قتل ابني الحسين عليهالسلام وأهل بيته ، فدفنتهم.
وكان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أعطاها تربة جاء بها جبرئيل من كربلاء ، وقال لها : اجعليها في قارورة ، فإذا صارت دما فقد قتل ابنك ، فرأيت القارورة الآن صارت دما عبيطا يفور.
٢١٢ ـ رؤيا أم سلمة للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلى رأسه ولحيته دم :
(المنتخب للطريحي ، ص ٣٣٧)
أحضر جبرئيل عليهالسلام تربة من كربلاء ، وأعطاها للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأخبره أنه [أي الحسين عليهالسلام] سيقتل ، فطلب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من أم سلمة أن تحفظها.
قالت أم سلمة : فما مضت الأيام والسنون إلا وقد سافر الحسين عليهالسلام إلى أرض كربلاء ، فحسّ قلبي بالشر ، وصرت كل يوم أتحسس القارورة. فبينما أنا كذلك وإذا بالقارورة انقلبت دما عبيطا ، فعلمت أن الحسين عليهالسلام قد قتل. فجعلت أنوح وأبكي يومي كله إلى الليل ، ولم أتهنّ بطعام ولا منام إلى طائفة من الليل ، فأخذني النعاس ، وإذا أنا بالطيف ؛ برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مقبل وعلى رأسه ولحيته دم كثير. فجعلت أنفضه بكمي ، وأقول : نفسي لنفسك الفدا ، متى أهملت نفسك هكذا يا رسول الله؟. من أين لك هذا التراب؟. قال : هذه الساعة فرغت من دفن ولدي الحسين عليهالسلام.
قالت أم سلمة : فانتبهت مرعوبة ، لم أملك على نفسي ، فصحت : وا حسيناه!. وا ولداه!. وا مهجة قلباه ؛ حتى علا نحيبي. فأقبلت إليّ نساء الهاشميات وغيرهن وقلن : ما الخبر يا أم المؤمنين؟. فحكيت لهن القصة. فعلا الصراخ وقام النياح ، وصار كأنه حين ممات رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. وسعين إلى قبره مشقوقة الجيب ومكشوفة الرأس ، فصحن : يا رسول الله ، قتل الحسين. فو الله الّذي لا إله إلا هو ، فقد أحسسنا كأن القبر يموج بصاحبه ، حتى تحركت الأرض من تحتنا ، فخشينا أنها تسيخ بنا. فانحرفنا ، بين مشقوقة الجيب ومنشورة الشعر وباكية العين.