قال : وكيف يكون هذا الحال ، والحسين عليهالسلام لا يحتمل الغلط ، لما جرى من قتاله ، ومكاتبة يزيد إلى ابن زياد بسببه وحثّه على قتله ، ومنعه عن الماء وقتله عطشانا ، وحمل رأسه وأهله سبايا عرايا على أقتاب الجمال ، وقرع ثناياه بالقضيب ، ومحاورته مع علي بن الحسين زين العابدين عليهالسلام لما دخل على يزيد ، حيث قال له : أنت ابن الّذي قتله الله ، فقالعليهالسلام: أنا علي ابن من قتلت أنت ، ثم قرأ : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً) (٩٣) [النساء : ٩٣].
ثم استفاض في لعن علي عليهالسلام على المنابر ألف شهر ، وكان ذلك بأمر معاوية. أتراهم أمرهم بذلك كتاب أو سنّة أو إجماع؟!. انتهى كلام الغزالي.
٦٣٢ ـ يزيد هو الآمر الفعلي لقتل الحسين عليهالسلام :
(أسرار الشهادة للدربندي ، ص ٥٠٢)
يقول الفاضل الدربندي : إن روايات كثيرة شواهد حقّة على أن يزيد هو الّذي أمر أعيان دولته ورؤساء جنده بمقاتلة سيد الشهداء عليهالسلام وقتله ، وقتل أولاده وأطفاله وأصحابه ، وسبي عياله ونسائه. وإن جملة قليلة من الكلمات الصادرة عنه ، مما كان ظاهرها يفيد رقة قلبه على أهل البيت عليهالسلام ، إنما كان منه على وجه الدهاء والشيطنة ، وكان منه لأغراض سياسية ، وليمتصّ به غضب الناس عليه.
حوادث تالية
تسيير الرأس الشريف إلى الأمصار
من الأمور الواضحة الدلالة ، التي تفضح حقيقة يزيد ، في تصميمه على قتل الحسينعليهالسلام وسبي نسائه ، انتقاما لأجداده الكفار الذين قتلوا في بدر ؛ هو تسيير رأس الحسين عليهالسلام من دمشق إلى عدة أمصار ، ليشاركه أعوانه فرحته الكبرى في انتصاره الميمون على النبي وآله صلىاللهعليهوآلهوسلم واستئصال ذريّته.
تسيير رأس الحسين عليهالسلام إلى مصر
٦٣٣ ـ تسيير رأس الشريف إلى فلسطين ومصر :
لم تنته مسيرة رأس الحسين عليهالسلام في دمشق .. فبعد أن شفى يزيد نفسه برؤية رأس الحسين عليهالسلام أمر بتسييره إلى بقية الآفاق ، لينعم الناس بفرحة نصره