ثبت أنها عليهاالسلام رجعت مع السبايا إلى المدينة ، وليس هناك من دليل على خروجها من هناك ، لا سيما ما ذكر من أنها توفيت بعد ذلك بأربعة أشهر من شدة الحزن والأسى على أخيها عليهالسلام ، وهي التي كانت تدعى زينب النوّاحة.
وقد أكد العلامة السيد محسن الأمين رحمهالله على أن القبرين الموجودين في باب الصغير بمحلة الستّات ليسا قبر سكينة ولا أم كلثوم ، فهما توفيتا في المدينة ودفنتا هناك.
وفي تقديري أن هذا المكان هو مقام لهما حيث أقامتا فيه مدة من الزمن عند مجيئهما مع السبايا ، فأصبح مشهدا مشرّفا ، وليس هو مرقد لهما. ولا يستبعد أن القبرين اللذين في هذا المشهد هو لامرأتين شريفتين من نسل الحسين عليهالسلام ، وقد اعتني بهما في عهد الدولة الفاطمية ، ولكنهما ليستا من بنات الحسين عليهالسلام أو أخواته ، بل من الحفيدات البعيدات.
٧٧١ ـ وصف مسجد ومشهد سكينة وأم كلثوم في الستات :
(ثمار المقاصد في ذكر المساجد ليوسف بن عبد الهادي ، ص ٢٥٢)
قال : هو مسجد ذو منارة حديثة ، تقع إلى جانب القبتين اللتين فوق ضريحي السيدتين سكينة وأم كلثوم. والقبتان جدّدتا سنة ١٣٣٠ ه كما هو مؤرّخ على الباب. وللقبة الشمالية باب شمالي إلى المقبرة ، وشباكان في كل جهة من الجهات الثلاث الأخرى. وللقبة الجنوبية [حيث ضريح أم كلثوم] شباكان إلى الجنوب واثنان إلى الشرق ، وبينهما الباب. وفي الجنوب باب يؤدي إلى غرفة يقيم فيها قيّم المسجد.
وفي أرض القبة الجنوبية عشر درجات ينزل منها إلى الطابق السفلي [القبو] وفيه ممرّ في جانبيه حجرتان : جنوبية فيها ضريح السيدة أم كلثوم زينب الصغرى بنت الإمام علي عليهالسلام ، وتابوتها من خشب حديث الصنع. وفي الحجرة الشمالية ضريح السيدة سكينة عليهالسلام ، ولها تابوت خشبي مربع قديم من خشب الجوز ، حسن الصنع ذو زخارف وكتابات كوفية فاطمية ، ونقوشه من أجمل النقوش الخشبية.
٧٧٢ ـ هل تزوّج عمر بأم كلثوم بنت فاطمة الزهراء عليهالسلام؟ :
ذكر السنّة أن عمر بن الخطاب خطب إلى الإمام علي عليهالسلام ابنته الصغيرة أم كلثوم ، في قصة أسطورية. وهذه البنت أمها فاطمة الزهراء عليهالسلام التي ماتت واجدة