في الكوفة
٦٥٠ ـ تحقيق الفاضل الدربندي : (أسرار الشهادة ، ص ١٦١)
يقول الفاضل الدربندي : في الخبر أنك إذا أتيت الغريّ [موضع بالنجف] رأيت قبرين : قبرا كبيرا وقبرا صغيرا. فأما الكبير فقبر أمير المؤمنين عليهالسلام ، وأما الصغير فرأس الحسين عليهالسلام. وذلك أن ابن زياد لما بعث برأس الحسين عليهالسلام إلى الشام ، ردّ إلى الكوفة. فقال : أخرجوه منها ، لا يفتن به أهلها ، فصيّره الله عند أمير المؤمنين ، فدفن. وهذا مفاد الحديث : فالرأس مع الجسد ، والجسد مع الرأس. وقد روى السيد ابن طاووس في (اللهوف) وغيره ، أن رأس الحسين عليهالسلام أعيد فدفن مع بدنه بكربلاء ، وذكر أن عمل الطائفة على ذلك.
ولا يخفى أنه يمكن الجمع بين هذه الروايات وبين ما ادعاه ابن طاووس ، على [أنه] دفن الرأس أولا عند أمير المؤمنين عليهالسلام بدافع الخوف ، ثم حمل الرأس بعد الدفن بقليل إلى كربلاء بعد الأمن ، ودفنه عند الجسد الشريف. ويؤيده في الرواية الأخيرة : «فالرأس مع الجسد ، والجسد مع الرأس». فالجسد الأول هو جسد الإمام علي عليهالسلام ، والجسد الثاني هو جسد الحسين عليهالسلام.
في عسقلان والقاهرة
٦٥١ ـ انتقال الرأس الشريف إلى عسقلان ثم القاهرة :
(التاريخ الحسيني للسيد محمود الببلاوي ، ص ١٦)
قال الببلاوي : أمر يزيد برفع الرؤوس في دمشق ثلاثة أيام ، ثم أمر بأن يطاف بها في البلاد. فطيف بها حتى وصلت عسقلان ، وأميرها إذ ذاك من خيرة الناس إيمانا وخوفا من الله ، فدفنها في مكان فخيم ، استمرت به إلى سنة إحدى وتسعين وأربعمائة ٤٩١ ه. وفي شعبان فيها خرج الأفضل ابن أمير الجيوش بعساكر كثيرة إلى بيت المقدس ، كما نقله المقريزي عن ابن ميسّر ، وحارب من به وملكه ، ثم دخل عسقلان. ولما علم بالرأس الشريف عمل له مشهدا جليلا بالمدينة المذكورة ، إذ رأى المكان الأول صار لا يليق بجلاله. ولما تكامل البناء أخرج الرأس الشريف فعطّره وحمله على صدره وسعى به ماشيا ، إلى أن أحله في المشهد المذكور. فاستمر به إلى سنة ثمان وأربعين وخمسمائة ٥٤٨ ه ، وحواليها قضى الله على