مقابر المسلمين ، بعد ما صلى عليه. فلما ولي عمر بن عبد العزيز ، سأل عن الموضع الّذي دفن فيه ، فنبشه وأخذه ، والله أعلم بما صنع به. وقال بعضهم : الظاهر من دينه أنه بعث به إلى كربلاء ، فدفنه مع الجسد الشريف.
(راجع مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ٧٦)
وروى ابن نما عن منصور بن جمهور ، أنه دخل خزانة يزيد لما فتحت ، فوجد بها جونة [وعاء كالخابية] حمراء ، فقال لغلامه سليم : احتفظ بهذه الجونة ، فإنها كنز من كنوز بني أمية. فلما فتحها إذ بها رأس الحسين عليهالسلام وهو مخضوب بالسواد ، فلفّه في ثوب ودفنه عند باب الفراديس ، عند البرج الثالث مما يلي المشرق.
يقول العلامة الأمين : وكأنه هو الموضع المعروف الآن بمسجد أو مقام أو مشهد رأس الحسين عليهالسلام بجانب المسجد الأموي بدمشق ، وهو مشهد مشيد معظم.
(الخامس) : في الرقة.
(السادس) : بمصر ، نقله الخلفاء الفاطميون من باب الفراديس إلى عسقلان ، ثم نقلوه إلى القاهرة ، وله فيها مشهد عظيم يزار. ذكره سبط ابن الجوزي.
ويقول العلامة الأمين : حكى غير واحد من المؤرخين ، أن الخليفة العلوي [أي الفاطمي] بمصر ، أرسل إلى عسقلان وهي مدينة بفلسطين ، فاستخرج رأسا زعم أنه رأس الحسين عليهالسلام ، وجيء به إلى مصر فدفن فيها في المشهد المعروف الآن. وهو مشهد معظم يزار ، وإلى جانبه مسجد عظيم (اسمه مسجد سيدنا الحسين). وإنّ أخذ العلويين لذلك الرأس من عسقلان ودفنه بمصر لا ريب فيه ، لكن الشك في كونه رأس الحسين عليهالسلام أم لا!.
وهذه الوجوه الأربعة الأخيرة كلها من روايات أهل السنة وأقوالهم خاصة. وإليك تفصيل ذلك :
الرأس في دمشق
٦٤٦ ـ مدفن الرأس الشريف في دمشق :
يقول القرماني في (أخبار الدول) ص ١٠٩ بعد ذكر عدة احتمالات :
والأصح أنه دفن في جامع دمشق.