ثم ندخل إلى الغرفة الثالثة شبه المربعة ، حيث يقع إلى يسار الداخل إليها القفص الخاص برأس الحسين عليهالسلام ، وتدعى مشهد رأس الحسين عليهالسلام. وقد وضع في القفص ، إلى اليسار كرة مجللة بثوب أخضر ، للدلالة على مكان وضع الرأس الشريف ، وإلى اليمين صندوق مجلل يقال إن فيه شعرة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كما ذكرنا سابقا.
وقد كسيت جدران هذه الغرفة بالرخام الأبيض ، ونقشت عليها أسماء الأئمة الاثني عشر عليهالسلام. ولهذه الغرفة محراب يحاذي الباب المسدود من الخارج. وبجانب المحراب لوحة لزيارة أهل البيت ورأس الحسين عليهالسلام.
ويعجب المرء من قدرة الله تعالى ، كيف أن هذا القصر الّذي كان قصرا ليزيد ، يزول ذكر صاحبه منه إلا باللعنة على كل لسان ، بينما يصير مقرا ومشهدا لتعظيم الحسينعليهالسلام ، تذكره الأجيال وتزوره في كل عصر وزمان.
وفي تصوري أن الفاطميين قد اعتنوا بهذا المشهد اعتناء خاصا ، وذلك حين حكموا دمشق في القرن الرابع الهجري.
هذا وقد أهدى إخواننا الشيعة البهرة الذين يتواجدون في الهند (بومباي) قفصا فضيا مذهبا لهذا المقام الجليل ، فزاد المكان رونقا وبهاء ، وروعة وسناء.
٧٤٨ ـ وصف معماري للمشاهد الثلاث السابقة :
(الآثار الإسلامية في دمشق لكارل ولتسنغر ، ص ٣٣٥)
وهذا وصف معماري للغرف الثلاث للمستشرق ولتسنغر :
الغرفة رقم (١):
قاعة طويلة (تدعى مشهد علي). ثمة كتابة حديثة تعلو مدخلها. يضم الجدار محرابا وبابا وثلاث نوافذ. يخترق الجدار الشرقي باب صغير وثلاثة أبواب كبيرة ، وهي تؤدي إلى الغرفة رقم (٢). الجدار الجنوبي مزوّد بمحراب ، وتبرز إلى يساره فاصلة مونة بين حجرين ، وهي هامة بالنسبة للبقايا المعمارية السابقة للإسلام. ويبدو أن الجدار السابق للإسلام لم يشغل العرض بأكمله.
الغرفة رقم (٢):
غرفة مستطيلة موازية للقاعة السابقة ، لكنها أقصر حجما (٦٤ ، ٢* ٩٠ ، ١٤ م)