(وفي رواية) إن علي بن الحسين عليهماالسلام قال لعمته : اسكتي يا عمّة حتى أكلّمه. ثم أقبل عليه ، فقال : أبالقتل تهددني يابن زياد ، أما علمت أن القتل لنا عادة ، وكرامتنا الشهادة!.
٣٢٣ ـ محاولة ابن زياد قتل زين العابدين عليهالسلام لو لا زينب عليهاالسلام :
(تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٦٨ ط ٢ نجف)
وقال هشام بن محمّد : لما حضر علي بن الحسين الأصغر عليهالسلام مع النساء عند ابن زياد ، وكان مريضا ؛ قال ابن زياد : كيف سلم هذا اقتلوه. فصاحت زينب بنت عليعليهماالسلام : يابن زياد ، حسبك من دمائنا ، إن قتلته فاقتلني معه.
وقال علي عليهالسلام : يابن زياد إن كنت قاتلي ، فانظر إلى هذه النسوة من بينهن وبينه قرابة يكون معهن. فقال ابن زياد : أنت وذاك.
قال الواقدي : وإنما استبقوا علي بن الحسين عليهالسلام لأنه لما قتل أبوه كان مريضا ، فمرّ به شمر ، فقال : اقتلوه. ثم جاء عمر بن سعد ، فلما رآه قال :
لا تتعرضوا لهذا الغلام. ثم قال لشمر : ويحك من للحرم؟.
٣٢٤ ـ ابن زياد يمثّل بالرأس الشريف ويقورّه :
(تذكرة الخواص ، ص ٢٧٠ ط ٢ نجف)
وذكر عبد الله بن عمرو الورّاق في كتاب (المقتل) أنه لما حضر الرأس بين يدي ابن زياد ، أمر حجّاما فقال : قوّره ، فقوّره ، وأخرج لغاديده (١) ونخاعه ، وما حوله من اللحم.
فقام عمرو بن حريث المخزومي ، فقال لابن زياد : قد بلغت حاجتك من هذا الرأس ، فهب لي ما ألقيت منه. فقال : ما تصنع به؟. فقال : أواريه. فقال : خذه ، فجمعه في مطرف خزّ كان عليه ، وحمله إلى داره ، فغسّله وطيّبه وكفّنه ، ودفنه عنده في داره ، وهي بالكوفة تعرف بدار الخز ، دار عمرو بن حريث المخزومي.
يقول اليافعي في (مرآة الجنان) ج ١ ص ١٣٥ ط ١ :
وذكروا مع ذلك ما يعظم من الزندقة والفجور ، وهو أن عبيد الله بن زياد أمر أن
__________________
(١) اللغاديد : ما بين الحنك وصفحة العنق من اللحم.