يزعمون أنه حمار كان يركبه عيسى عليهالسلام نبيهم ، وأنتم تقتلون ابن بنت نبيّكم!. فلا بارك الله تعالى فيكم ولا في دينكم.
وفي (المفيد في ذكرى السبط الشهيد) للسيد عبد الحسين إبراهيم العاملي ، ص ١٥٧ : فاحتار يزيد في أمره ، وماذا يردّ على النصراني!. فقال في جوابه جهلا وعنادا : لو لا أن بلغني عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه من قتل ذميا كان خصمه يوم القيامة ، لقتلتك لأجل تعرّضك بهذا الكلام. فقال النصراني : وا عجبا لجهلك يا يزيد ، أيكون رسول الله خصم من قتل ذمّيا ، ولا يكون خصم من قتل أولاده وأحفاده؟!.
فاغتاظ يزيد وقال : اقتلوا هذا النصراني لكي لا يفضحنا في بلاده.
ـ إسلام الرجل النصراني :
فلما أحسّ النصراني بذلك ، قال له : أتريد أن تقتلني؟. قال : نعم ، لا بدّ من قتلك. فخرّ ساجدا إلى الأرض شكرا لله تعالى ، وقال : اعلم أني رأيت البارحة نبيكم في المنام ، وهو يقول : يا نصراني ، أنت من أهل الجنة. فعجبت من كلامه غاية العجب.
ووثب إلى رأس الحسين عليهالسلام ، وضمّه إلى صدره ، وجعل يقبّله ويبكي ، ونادى : السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين ورحمة الله وبركاته ، اشهد لي عند ربك وجدك وأبيك وأمك وأخيك ، بأني : أشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، وأن عليا وليّ الله.
فغاروا عليه بالسيوف وقطّعوه ، رحمهالله تعالى.
٥٩١ ـ قصة (عبد الوهاب) رسول ملك الروم الّذي أسلم على يد النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم ورأى شفقته على الحسن والحسين عليهالسلام :
(بحار الأنوار ، ج ٤٥ ص ١٨٩ ط ٣)
روي في بعض مؤلفات أصحابنا مرسلا ، أن نصرانيا أتى رسولا من ملك الروم إلى يزيد ، وقد حضر في مجلسه الّذي أتي إليه فيه برأس الحسين عليهالسلام. فلما رأى النصراني رأس الحسين عليهالسلام بكى وصاح وناح ، حتى ابتلّت لحيته بالدموع ، ثم قال :
اعلم يا يزيد ، أني دخلت المدينة [المنورة] تاجرا في أيام حياة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ،