فيرتجى ، ولا جريح فيداوى. بأبي من نفسي له الفدا. بأبي المهموم حتى قضى. بأبي العطشان حتى مضى. بأبي من شيبته تقطر بالدما. بأبي من جده رسول إله السما. بأبي من هو سبط نبي الهدى. بأبي محمّد المصطفى ، بأبي خديجة الكبرى ، بأبي علي المرتضى ، بأبي فاطمة الزهراء. بأبي من ردّت له الشمس حتى صلّى. قال الراوي : فأبكت والله كل عدوّ وصديق. وفي (مقتل الخوارزمي) ج ٢ ص ٣٩ : حتى رأينا دموع الخيل تنحدر على حوافرها.
وفي (العيون العبرى للميانجي) ص ١٩٨ ، عن التستري ما معناه : ثم إن الحوراء عليهالسلام وضعت فمها على نحر أخيها المنحور ، وقبّلت موضعا لم يقبّله نبي ولا وصي ولا أمها الزهراء عليهالسلام ، وهي تقول : بأبي من نفسي له الفداء. بأبي المهموم حتى قضى. بأبي العطشان حتى مضى. بأبي من شيبته تقطر بالدماء .. وفي (الفاجعة العظمى) ص ١٨٧ : ثم قالت للحسين عليهالسلام : أخي يابن أمي ، والله لقد كللت من المدافعة عن هؤلاء الأطفال والنساء ، وهذا متني قد اسودّ من الضرب. أخي أبا عبد الله ، لقد أتونا بالنياق مهزولة ، لا موطّأة ولا مرحولة ، وناقتي مع هزلها صعبة الانقياد. أخي ودّعتك الله السميع العليم. أخي لو خيّروني بين الرحيل والمقام عندك لاخترت المقام عندك ، ولو أن السباع تأكل من لحمي. يا خليفة أبي وأخي ، فإن فراقي هذا لا عن ضجر ولا عن ملالة ، ولكن يابن أمي الأمر كما ترى. فاقرأ جدي وأبي وأخي عنا السلام.
٢٨٥ ـ زينب عليهالسلام تشاطر أخاها الحسين عليهالسلام مسؤوليات النهضة :
(مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٣٩٦)
وقبل أن تودّع زينب عليهالسلام أرض الشهادة ، وقفت على جسد أخيها الحسين عليهالسلام المرمّل بالدماء ، ثم بسطت يديها تحت بدنه المقدس ، ورفعته نحو السماء ، وقالت : [إلهي تقبّل منا هذا القربان (١)]. أجل إنه القربان الّذي قدّمه أهل البيت عليهالسلام فداء للدين الإسلامي المجيد. وهذا القول يدلنا على أن زينب عليهالسلام كانت قد أخذت على نفسها أن تقوم بتلك النهضة المقدسة مع أخيها الحسين عليهالسلام. فقامت بعد استشهاده لتتابع تلك النهضة وتكمل أهدافها ، وتحقق مراميها البعيدة. ولنعم ما قال العلامة ميرزا محمد علي الأوردبادي :
__________________
(١) الكبريت الأحمر ، ج ٣ ص ١٣ عن (الطراز المذهب).