٥١ ـ مصرع وهب بن حباب الكلبي :
(لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ١٤٦ ط ٤)
ثم برز وهب بن حباب الكلبي ، ويقال إنه كان نصرانيا فأسلم هو وأمه على يد الحسين عليهالسلام ، وكانت معه أمه وزوجته. فقالت أمه : قم يا بني فانصر ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. فقال : أفعل يا أمّاه ولا أقصّر (١) ، فبرز وهو يقول :
إن تنكروني فأنا ابن الكلبي |
|
سوف تروني وترون ضربي |
وحملتي وصولتي في الحرب |
|
أدرك ثاري بعد ثار صحبي |
وأدفع الكرب أمام الكرب |
|
ليس جهادي في الوغى باللعب |
ثم حمل وهب ولم يزل يقاتل حتى قتل جماعة. ثم رجع إلى امرأته وأمه وقال : يا أماه أرضيت؟. فقالت : ما رضيت حتى تقتل بين يدي الحسين عليهالسلام ، فقالت امرأته : بالله عليك لا تفجعني بنفسك.
فقالت له أمه : يا بني اعزب عن قولها ، وارجع فقاتل بين يدي ابن بنت نبيك تنل شفاعة جده يوم القيامة. فرجع فلم يزل يقاتل حتى قطعت يداه. وأخذت امرأته عمودا وأقبلت نحوه وهي تقول : فداك أبي وأمي ، قاتل دون الطيبين حرم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. فأقبل كي يردّها إلى النساء ، فأخذت بجانب ثوبه وقالت : لن أعود دون أن أموت معك. فقال الحسين عليهالسلام : جزيتم من أهل بيت خيرا ، ارجعي إلى النساء رحمك الله ، فانصرفت إليهن. ولم يزل الكلبي يقاتل حتى قتل رضوان الله عليه.
توضيح :
لما حصل الالتباس بين (عبد الله بن عمير بن جناب الكلبي) و (وهب بن عبد الله ابن حباب الكلبي) نجد أن نفس القصة يرويها بعضهم تحت الاسم الأول ، وبعضهم تحت الاسم الثاني.
فالطبري يذكر فقط عبد الله بن عمير الكلبي ، وكذلك ابن الأثير. بينما في (الفتوح) لابن أعثم يذكر وهب بن عبد الله بن عمير الكلبي. وفي (مثير الأحزان)
__________________
(١) مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ١٢ ، ونسب ذلك إلى وهب بن عبد الله بن جناب الكلبي.