شربة من الماء. فبينما هو يخاطبهم إذ أتاه سهم مشوم من ظالم غشوم ، فذبح الطفل من الأذن إلى الأذن. وقيل : إن السهم رماه قديمة العامري. فجعل الحسين عليهالسلام يتلقى الدم بكفيه ويرمي به إلى السماء ويقول : الله م إني أشهدك على هؤلاء القوم ، فإنهم نذروا ألا يتركوا أحدا من ذرية نبيك. ثم رجع بالطفل مذبوحا ، ودمه يجري على صدره ، فألقاه إلى أم كلثوم ، فوضعه في الخيمة وبكى عليه.
١٣٥ ـ منزلة عبد الله الرضيع عليهالسلام (أسرار الشهادة ، ص ٤٠٠)
يقول الفاضل الدربندي : إن عبد الله الرضيع الّذي كان في القماط ، قد طلب بلسان الحال الفوز بدرجة الشهادة ، حين سمع أباه يستغيث فلا يغاث ، فقطّع قماطه وألقى نفسه إلى الأرض.
وبعد استشهاده صلّى عليه الحسين عليهالسلام ودفنه .. إن صلاة الإمام عليهالسلام عليه في ضيق ذلك الوقت ، مما يشير إلى علوّ درجة هذا الطفل الرضيع من حيث الشهادة ، فإن درجة شهادته عند الله بمنزلة درجة شهادة سادات الشبان والكهول والشيوخ من الشهداء ، بل لا يصل إلى درجته إلا درجة طائفة من سادات الشهداء. فصلاة الإمام عليهالسلام عليه كصلاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على الحمزة يوم أحد في هذا المقام أيضا.
ـ ماذا بعد استشهاد الطفل الرضيع عليهالسلام؟ :
(الإمام الحسين يوم عاشوراء ، ص ١٣١)
وهكذا بدأ شلال الدم ينحدر على أرض كربلاء ، وسحب المأساة تتجمع في آفاقها الكئيبة ، وصيحات العطش والرعب تتعالى من حول الحسين عليهالسلام وتنبعث من حناجر النساء والأطفال.
١٣٦ ـ رثاء الحسين عليهالسلام أصحابه الذين استشهدوا :
(مقتل أبي مخنف ، ص ٨٤)
قال أبو مخنف : ثم توجّه عليهالسلام نحو القوم وقال : : يا ويلكم علام تقاتلوني ؛ على حقّ تركته ، أم على سنّة غيّرتها ، أم على شريعة بدّلتها؟!. فقالوا : بل نقاتلك بغضا منا لأبيك وما فعل بأشياخنا يوم بدر وحنين. فلما سمع كلامهم بكى وجعل ينظر يمينا وشمالا فلم ير أحدا من أنصاره إلا من صافح التراب جبينه ، ومن قطع الحمام أنينه. فنادى : يا مسلم بن عقيل ويا هانئ بن عروة ويا حبيب بن مظاهر ويا