٦٧٤ ـ تعفير الجبين : (مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٤٧٩)
الرابع مما ذكره الحديث : (تعفير الجبين) ، والتعفير في اللغة : هو وضع الشيء على العفر ، وهو التراب. والمقصود بالجبين هنا : الجبهة. فيكون المعنى : أن الشيعة التزمت بالسجود على الأرض والتراب دون المأكول والملبوس.
أو إن المعنى استحباب تعفير الجبين بعد الصلاة في سجدة الشكر ، كما ذكر الشيخ المفيد في (الإرشاد) ، اقتداء بما كان يفعله الإمام علي عليهالسلام بعد كل صلاة من تعفير جبهته وجبينه بالتراب ، تذللا وخضوعا لله تعالى ، حتى سمّاه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أبا تراب.
وقد ورد تعفير الخدين في سجدة الشكر ، وبه استحق موسى عليهالسلام الزلفى من المناجاة.
أما السنّة فقد كره بعضهم سجدة الشكر بعد الصلاة ، فضلا عن تعفير الجبين!.
٦٧٥ ـ زيارة الأربعين : (مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٤٧٣ و ٤٨٠)
المقصود من هذه الشعيرة ، تلك العادة المطّردة التي اتخذها الموالون لأهل البيت عليهالسلام في زيارة قبر الحسين عليهالسلام كل عام في يوم الأربعين (وهو العشرون من صفر) لإقامة العزاء عليه. فمن علامة الإيمان والولاء للدين ولسيد شباب أهل الجنة عليهالسلام المثول في يوم الأربعين من شهادة الحسين عليهالسلام عند قبره الأطهر لإقامة المأتم عليه ، وتجديد العهد بما جرى عليه وعلى صحبه وأهل بيته من الفوادح.
يقول مولانا الأجل العلامة المجتهد السيد علي مكي حفظه الله : لماذا كانت زيارة الأربعين علامة المؤمن؟. نلاحظ أن هناك زيارات كثيرة للحسين عليهالسلام في أوقات مختلفة [مثل : يوم عاشوراء ـ يوم عيد الأضحى ـ يوم عرفة ـ النصف من شعبان ـ النصف من رجب ـ كل ليلة جمعة] يزار بها الحسين عليهالسلام خاصة ؛ فلماذا التأكيد على زيارة الحسينعليهالسلام.
السبب في ذلك أن الحسين عليهالسلام وهب نفسه لله ، فأصبح عنوانا للدين ، وزيارته هي لإحياء شعائر الدين. هذه الزيارات تذكّرنا بيوم الطف ، وبمظلومية أهل البيت عليهالسلام ، وأن الحسين عليهالسلام أنقذ الدين من الجاهلية. تعلّمنا أن ننصر الحق دائما ، ونردع أنفسنا عن المعاصي ، كما أنها مناسبة حيّة ليتدارس المؤمنون فيها أوضاعهم.