ثم غشي عليه عليهالسلام وظل ثلاث ساعات من النهار ملقى على الأرض يخور بدمه ، وكلما مرّ به رجل تحامى عن قتله. ثم حاول شبث بن ربعي أن يذبحه ، ثم حاول سنان ، ثم خولي ، فارتعدت أيديهم وذهلوا حين نظروا إلى وجهه الشريف ، إلى أن جاء اللعين شمر وسفّههم قائلا لسنان : فتّ الله في عضدك وأبان يدك!.
ثم نزل الشمر إلى الحسين عليهالسلام وجلس على صدره الشريف يريد أن يذبحه ، فلما نظر في وجهه ورآه يبتسم أرعد من منظره ، فقلبه ليذبحه من قفاه ، وشرع يضرب بسيفه مذبح الحسين ، والحسين عليهالسلام يذكر الله ويكبّر ، حتى احتز رأسه الشريف.
الحسين عليهالسلام يرتجز من أشعاره
١٣٨ ـ ما قاله الحسين عليهالسلام من الشعر لما عزم على الشهادة :
(مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ٣٢)
ثم قام عليهالسلام وركب فرسه ، ووقف قبالة القوم مصلتا سيفه بيده ، آيسا من نفسه عازما على الموت ، وهو يقول :
أنا ابن عليّ الخير من آل هاشم |
|
كفاني بهذا مفخرا حين أفخر |
وجدي رسول الله أكرم من مضى |
|
ونحن سراج الله في الخلق يزهر |
وفاطمة أمي ابنة الطهر أحمد |
|
وعمّي يدعى ذا الجناحين جعفر |
وفينا كتاب الله أنزل صادقا |
|
وفينا الهدى والوحي بالخير يذكر |
ونحن أمان الله في الخلق كلهم |
|
نسرّ بهذا في الأنام ونجهر |
ونحن ولاة الحوض نسقي ولاتنا |
|
بكأس وذاك الحوض للسقي كوثر |
فيسعد فينا في القيام محبّنا |
|
ومبغضنا يوم القيامة يخسر |
١٣٩ ـ قصيدة (خيرة الله من الخلق أبي):
(مقتل الحسين المنسوب لأبي مخنف ، ص ٨٦)
ثم وثب عليهالسلام قائما ، وهو يقول :
كفر القوم وقدما رغبوا |
|
عن ثواب الله ربّ الثقلين |
قتلوا قدما عليا وابنه |
|
حسن الخير وجاؤوا للحسين |