«كل من وجدتموه يريد زيارة الحسين فاقتلوه». يريد بذلك إطفاء نور الله ، وإخفاء آثار ذرية رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ويظهر من ذلك أن ما فعله بنو العباس فاق ما فعله بنو أمية ، وكما قال الشاعر :
تالله إن كانت أمية قد أتت |
|
قتل ابن بنت نبيّها مظلوما |
فلقد أتاه بنو أبيه بمثلها |
|
هذا لعمرك قبره مهدوما |
أسفوا على أن لا يكونوا شايعوا |
|
في قتله ، فتتبّعوه رميما |
٧٣٤ ـ رائحة القبر الشريف دلّت على القبر :
(الحسين بن علي عليهالسلام لتوفيق أبو علم ، ص ١٧٢)
ذكر هشام بن الكلبي : أن الماء لما أجري على قبر الحسين عليهالسلام ليمحي أثره ، نضب الماء بعد أربعين يوما. فجاء أعرابي من بني أسد ، فجعل يأخذ قبضة قبضة ويشمّها ، حتى وقع على قبر الحسين فبكى وقال : بأبي أنت وأمي ، ما كان أطيبك وأطيب تربتك. ثم أنشأ يقول :
أرادوا ليخفوا قبره عن عدوّه |
|
فطيب تراب القبر دلّ على القبر |
٧٣٥ ـ قصة زيد المجنون ولقائه ببهلول الكوفي :
(المنتخب للطريحي ، ص ٣٣٨ ط ٢)
عندما أمر المتوكل بحرث قبر الحسين عليهالسلام وأن يجروا عليه الماء من نهر العلقمي ، وتوعّد بالقتل كل من يزور القبر الشريف ، وصل الخبر إلى رجل من أهل الخير في مصر ، يقال له : زيد المجنون ، ولكنه كان ذا عقل شديد ورأي رشيد. وإنما لقّب بالمجنون لأنه أفحم كل لبيب ، وقطع حجة كل أريب.
فسار زيد حتى أتى الكوفة ، فلقي هناك البهلول ، فسلّم عليه ، فردّ عليهالسلام. فقال زيد للبهلول : من أين لك معرفتي ولم ترني قط؟!. فقال زيد : يا هذا اعلم أن قلوب المؤمنين جنود مجنّدة ، ما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف. فقال له البهلول : يا زيد ، ما الّذي أخرجك من بلادك بغير دابة ولا مركب؟. فقال : والله ما خرجت إلا من شدة وجدي وحزني ، وقد بلغني أن هذا اللعين [أي المتوكل] أمر بحرث قبر الحسين عليهالسلام وخراب بنيانه وقتل زواره ، فهذا الّذي أخرجني من