فأخذوا الأكياس وفتحوها ، وإذا الدنانير قد تحولت خزفا ، وعلى أحد جانبي الدينار مكتوب : (وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ) [إبراهيم : ٤٢] وعلى الجانب الآخر : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) [الشعراء : ٢٢٧]. فرموها في (برداء) وهو نهر بدمشق.
دير النصارى
قصة الراهب رويت بأشكال متعددة ، والرواية التالية تذكر أحداثها في
(دير النصارى) والراوي هو (أسلم) الّذي علم أن الله لن يغفر له. وسترد قصته الأساسية عند الحديث على هند زوجة يزيد في دمشق ، في اليوم الثاني من إقامة السبايا هناك.
٤٧٩ ـ (رواية ثالثة) في دير النصارى : (بحار الأنوار ، ج ٤٥ ص ١٨٤ ط ٣)
في كتاب (الخرايج والجرايح) للقطب الراوندي ، عن سليمان بن مهران الأعمش ، قال : بينما أنا في الطواف بالموسم إذا رأيت رجلا يدعو وهو يقول : الله م اغفر لي ، وأنا أعلم أنك لا تغفر!.
قال : فارتعدت لذلك ، ودنوت منه وقلت : يا هذا أنت في حرم الله وحرم رسوله ، وهذه أيام حرم في شهر عظيم ، فلم تيأس من المغفرة؟!.
قال : يا هذا ذنبي عظيم. قلت : أعظم من جبل تهامة؟. قال : نعم. قلت : يوازن الجبال الرواسي؟. قال : نعم ، فإن شئت أخبرتك به. قلت : أخبرني. قال : اخرج بنا عن الحرم ، فخرجنا منه.
ما حصل للرأس الشريف في دير النصارى :
فقال لي : أنا أحد من كان في العسكر المشؤوم ، عسكر عمر بن سعد ، حين قتل الحسين عليهالسلام. وكنت أحد الأربعين الذين حملوا الرأس إلى يزيد من الكوفة. فلما حملناه على طريق الشام ، نزلنا على دير للنصارى ، وكان الرأس معنا مركوزا على رمح ، ومعه الأحراس. فوضعنا الطعام وجلسنا لنأكل ، فإذا بكفّ في حائط الدير تكتب (على الحائط) :
أترجو أمة قتلت حسينا |
|
شفاعة جدّه يوم الحساب |