٥٠٦ ـ دخول الرؤوس والسبايا من باب الساعات :
(مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ٦٠)
في (مقتل الخوارزمي) قال سهل بن سعد : فمن أي باب يدخل؟.
فأشاروا إلى باب يقال له (باب الساعات) فسرت نحو الباب. فبينما أنا هنالك ، إذ جاءت الرايات يتلو بعضها بعضا. وإذا أنا بفارس بيده رمح منزوع السنان ، وعليه رأس من أشبه الناس وجها برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. وإذا بنسوة من ورائه على جمل بغير وطاء. فدنوت من إحداهن فقلت لها : يا جارية من أنت؟. فقالت : سكينة بنت الحسين عليهالسلام. فقلت لها : ألك حاجة إليّ؟ فأنا سهل بن سعد ، ممن رأى جدك وسمع حديثه. قالت : يا سهل قل لصاحب الرأس أن يتقدم بالرأس أمامنا ، حتى يشتغل الناس بالنظر إليه فلا ينظرون إلينا ، فنحن حرم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
قال : فدنوت من صاحب الرأس وقلت له : هل لك أن تقضي حاجتي وتأخذ أربعمائة دينار؟. قال : وما هي؟. قلت : تقدّم الرأس أمام الحرم. ففعل ذلك ودفعت له ما وعدته.
٥٠٧ ـ سكينة عليهالسلام توصي سهل بن سعد :
(نور العين للإسفراييني ، ص ٨٨)
قال سهيل الشهروزي : كنت حاضرا دخولهم ، فنظرت إلى السبايا ، وإذا فيهم طفلة صغيرة على ناقة ، وهي تقول : وا أبتاه وا حسيناه وا عطشاه ، وهي كأنها القمر المنير. فنظرت إليّ وقالت : يا هذا أما تستحي من الله وأنت تنظر إلى حريم رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم؟. فقلت لها : والله ما نظرت لك نظرة أستوجب هذا التوبيخ. فقالت : من أنت؟. فقلت : أنا سهيل الشهروزي [الأصح : سهل بن سعد الشهرزوري] ، وأنا من مواليكم ومحبيكم. فقالت : وإلى أين تريد؟. فقلت : أريد الحج إلى بيت الله وزيارة رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم. فقالت: إذا وصلت إلى قبر جدنا فأقره السلام وأخبره بخبرنا. فقلت : حبا وكرامة. وهل لك حاجة غير هذا؟. فقالت : إن كان معك شيء من الفضة فأعط حامل رأس أبي ، وأمره أن يتقدم الرأس أمامنا ، حتى يشتغل الناس بالنظر إليها عنا.
قال سهيل : ففعلت ذلك. فقال لي زين العابدين عليهالسلام : حشرك الله معنا يوم القيامة. ثم إنه عليهالسلام أنشأ يقول :