أبو مخنف : وكان عليه جبّة خزّ دكناء ، فوقع فيها مائة وثمانون ضربة ، فوصل إلى بدنه الشريف اثنان وستون ضربة وطعنة.
فرس الحسين عليهالسلام
١٧٥ ـ ما فعله الفرس عند مصرع الحسين عليهالسلام :
(العيون العبرى في مقتل سيد الشهداء لابراهيم الميانجي ، ص ١٩٣)
ولما صرع الحسين عليهالسلام جعل فرسه يحامي عنه ، ويثب على الفارس [أي من الأعداء] فيخبطه عن سرجه ويدوسه ، حتى قتل الفرس أربعين رجلا ، كما في (مدينة المعاجز) عن الجلودي.
ثم تمرّغ الفرس في دم الحسين عليهالسلام وأقبل يركض نحو خيمة النساء وهو يصهل. فسمعت بنات النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم صهيله فخرجن ، فإذا الفرس بلا راكب ، فعرفن أن حسيناعليهالسلام قد قتل.
١٧٦ ـ رجوع فرس الحسين إلى المخيّم ، ورؤية زينب له :
(الفاجعة العظمى ، ص ١٧١)
في كتاب (تظلّم الزهراء) : لما سقط الحسين عليهالسلام عن فرسه عفيرا بدمه ، رامقا بطرفه إلى السماء ، وأمّ جواده إلى الخيام ، وسمعت زينب عليهاالسلام صهيله ، خرجت لاستقباله ، لأنها كانت كلما أقبل أخوها الحسين عليهالسلام من الحرب تتلقاه وتقع على صدره ، وتقبّله وهو يقبّل رأسها. فلما رأت الفرس خالية من راكبها ، وعنانها [أي حبل الفرس] يسحب على وجه الأرض ، خرّت مغشيّا عليها.
فلما أفاقت من غشوتها ركضت إلى نحو المعركة ، تنظر يمينا وشمالا ، وهي تعثر بأذيالها ، وتسقط على وجهها من عظم دهشتها. فرأت أخاها الحسين عليهالسلام ملقى على وجه الأرض ، يقبض يمينا وشمالا ، والدم يسيل من جراحاته كالميزاب ، وكان فيه ثلاثمائة وثمانون جرحا ، ما بين ضربة وطعنة ؛ فطرحت نفسها على جسده الشريف ، وجعلت تنادي وتقول : وا أخاه ، وا سيداه ، وا أهل بيتاه. ليت السماء أطبقت على الأرض ، وليت الجبال تدكدكت على السهل. ويحك يا عمر بن سعد ، أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه؟. فلم يجبها أحد بشيء.
فبينما هي تخاطبه وإذا بالشمر يضربها بالسوط على كتفيها ، وقال لها : تنحّي عنه وإلا ألحقتك به!. فجذبها عنه قهرا ، وضربها ضربا عنيفا ، فرجعت إلى المخيم.