كنت أتمشّى في أسواق دمشق ، وإذا أنا بعلي بن الحسين عليهالسلام يمشي ويتوكأ على عصا في يده ، ورجلاه كأنهما قصبتان ، والدم يجري من ساقيه ، والصفرة قد غلبت عليه.
قال منهال : فخنقتني العبرة ، فاعترضته وقلت له : كيف أصبحت يابن رسول الله؟. قال : يا منهال وكيف يصبح من كان أسيرا ليزيد بن معاوية!. يا منهال والله منذ قتل أبي ، نساؤنا ما شبعت بطونهنّ ، ولا كسيت رؤوسهن ، صائمات النهار ونائحات الليل. يا منهال أصبحنا مثل بني إسرائيل في آل فرعون ، يذبّحون أبناءهم ويستحيون نساءهم ، فالحاكم بيننا وبينهم الله ، يوم فصل القضاء. يا منهال أصبحت العرب تفتخر على العجم بأن محمدا منهم ، وتفتخر قريش على العرب بأن محمدا منها ، وإنا عترة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم أصبحنا مقتولين مذبوحين ، مأسورين مشرّدين ، شاسعين عن الأمصار ، كأننا أولاد ترك وكابل. هذا صباحنا أهل البيت ، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ثم قال عليهالسلام : يا منهال ، الحبس الّذي نحن فيه ليس له سقف. يا منهال لقد تقشّرت وجوهنا من حرارة الشمس ، والشمس تصهرنا ، ولا نرى الهواء [أي لا نخرج إلى الهواء] ، فأفرّ منه سويعة لضعف بدني ، وأرجع إلى عماتي وأخواتي خشية على النساء.
الإفراج عن السبايا
٥٩٧ ـ يزيد يستشير أهل الشام ماذا يفعل بالسبايا؟ :
(الإمامة والسياسة لابن قتيبة للدينوري ، ج ٢ ص ٨)
ثم استشار يزيد أهل الشام فيما يصنع بالسبايا ، فقال : يا أهل الشام ما ترون في هؤلاء؟. فقال رجل من أهل الشام : لا تتخذنّ من كلب سوء جروا!.
فقال له النعمان بن بشير [الأنصاري] : يا أمير المؤمنين ، اصنع بهم ما كان يصنع بهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لو رآهم بهذه الحال.
وفي (مقتل الخوارزمي) ج ٢ ص ٦٦ : ثم استشار أهل الشام ماذا يصنع بهم؟. فقالوا له : لا تتخذ من كلب سوء جروا!. فقال النعمان بن بشير : انظر ما كان يصنعه بهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فاصنعه.