عمي؟. فضربه أبجر بالسيف ، فاتّقاها الغلام بيده ، فأطنّها (١) إلى الجلد ، فإذا هي معلّقة. فصاح الغلام : يا عمّاه (وفي رواية : يا أمّاه). فأخذه الحسين عليهالسلام فضمّه إليه ، وقال : يابن أخي اصبر على ما نزل بك ، واحتسب في ذلك الخير ، فإن الله يلحقك بآبائك الصالحين.
ورفع الحسين عليهالسلام يديه قائلا : اللهم إن متّعتهم إلى حين ، ففرّقهم تفريقا ، واجعلهم طرائق قددا [أي مذاهب متفرقة] ، ولا ترض الولاة عنهم أبدا ، فإنهم دعونا لينصرونا ، ثم عدوا علينا يقاتلوننا (٢).
ورمى حرملة بن كاهل الغلام بسهم فذبحه وهو في حجر عمّه (٣). وحملت الرجّالة يمينا وشمالا على من كان بقي مع الحسين عليهالسلام فقتلوهم ، حتى لم يبق معه إلا ثلاثة نفر أو أربعة.
١٦٤ ـ مخاطبة زينب عليهاالسلام لعمر بن سعد :
(مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ٣٥ ؛ ومقتل المقرّم ، ص ٣٥٩)
ثم دنا عمر بن سعد من الحسين عليهالسلام ليراه.
قال حميد بن مسلم : وخرجت زينب بنت علي عليهماالسلام وقرطاها يجولان في أذنيها ، وهي تقول : ليت السماء أطبقت على الأرض (وليت الجبال تدكدكت على السهل). وانتهت نحو الحسين عليهالسلام وقد دنا منه عمر بن سعد في جماعة من أصحابه ، والحسين عليهالسلام يجود بنفسه. فصاحت : أي عمر ، أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه؟!. فصرف بوجهه عنها ودموعه تسيل على خديه ولحيته. والحسين عليهالسلام جالس وعليه جبة خز ، وقد تحاماه الناس.
وفي (الإرشاد) للشيخ المفيد ، ص ٢٤٢ : وخرجت أخته زينب عليهاالسلام إلى باب الفسطاط ، فنادت عمر بن سعد بن أبي وقاص : ويلك يا عمر ، أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه!. فلم يجبها عمر بشيء. فنادت : ويحكم أما فيكم مسلم؟!. فلم يجبها أحد بشيء.
__________________
(١) أطنّها : أي قطعها حتى سمع لها طنين ، وهو الصوت.
(٢) تاريخ الطبري ، ج ٦ ص ٢٥٩ ؛ ومثير الأحزان ، ص ٣٨ ؛ واللهوف ، ص ٦٨.
(٣) مثير الأحزان ، ص ٣٩ ؛ واللهوف ، ص ٦٨.