الفصل الثاني والثلاثون
عقوبة قاتلي الحسين عليهالسلام
مقدمة الفصل :
لا يشك أحد ما للحسين عليهالسلام من منزلة وقيمة عند الله تعالى ، وخاصة بعد أن قدّم لله كل ما يملك ، حتى روحه وأرواح أهله وأولاده. ومن كانت هذه حاله فهل يردّ الله له دعوة ، أو لا يقتصّ من قتلته وأعدائه ، ولو بعد حين؟!.
وقد مرّت معنا سابقا أدعية كثيرة دعا بها الحسين عليهالسلام على أعدائه.
فمنها ما كانت استجابتها سريعة ، ونبهت بذلك كثيرا من الغافلين فاهتدوا ؛ مثل دعائه على مالك بن جريرة (وقيل عبد الله بن حوزة) حين أشعل الحسين عليهالسلام النار في الخندق الّذي حفره خلف خيامه ، ليتقي هجوم أعدائه من ظهره ، فقال للحسين عليهالسلام : أبشر يا حسين فقد تعجّلت النار في الدنيا قبل الآخرة. فدعا عليه الحسين عليهالسلام أن يجرّه الله إلى النار ، فلم يكن بأسرع من أن شبّ به الفرس ، فألقاه على ظهره ، فتعلقت رجله في الركاب ، فركض به الفرس حتى ألقاه في النار فاحترق.
ومثل دعائه عليهالسلام على محمّد بن الأشعث ، بعد أن نفى أية قرابة بين الحسين عليهالسلام وبين جده النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم. فقال له الحسين عليهالسلام : الله م أرني فيه هذا اليوم ذلا عاجلا. فما كان بأسرع من أن تنحّى محمّد بن الأشعث يريد قضاء حاجة ، فلدغته العقرب في عورته ، فمات بادي العورة.
ومنها (زرعة) الّذي شكّ الحسين عليهالسلام بسهم في شدقه حين حاول شرب الماء ، فدعا عليه الحسين عليهالسلام بأن لا يرتوي في حياته ، فكان يشرب حتى يخرج الماء من فمه ولا يرتوي ، حتى مات عطشا ... وأمثال ذلك كثير.
ومنها ما كانت استجابتها مؤجلة إلى وقتها ؛ مثل دعائه عليهالسلام على عمر بن سعد ، بأن لا يهنأ بولاية الري ، وبأن يذبح على فراشه ، فبعث المختار من قتله على فراشه.