به أنا!. فقال له : وكيف ذلك؟. فقال : لأني عصيت الله وأطعت عبيد الله ، وخذلت الحسين بن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ونصرت أعداء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبعد ذلك إني قطعت رحمي ووصلت خصمي وخالفت ربي. فيا عظيم ذنبي ،
ويا طول كربي في الدنيا والآخرة. ثم نهض من مجلسه مغضبا مغموما ، وهو يقول : و (ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ) (١١) [الحج : ١١].
يقول الطريحي : وقد كان الإمام علي عليهالسلام نبّأه بهذه النتيجة ، وأنه لن يهنأ بملك الري ، ولكنه لم يعتبر. كما نبأه الإمام علي عليهالسلام بنوع قتلته ، فكان كما قال ، إذ بعث المختار له من ذبحه وهو على فراشه.
خبر عبد الله بن عفيف الأزدي
٣٤٤ ـ مجابهة عبد الله بن عفيف الأزدي لابن زياد :
(اللهوف لابن طاووس ، ص ٦٩ ؛ ومقتل الحسين للمقرّم ، ص ٤٢٦)
قال ابن أبي الدنيا : ثم جمع ابن زياد الناس في المسجد ، فصعد المنبر وخطب فقال : الحمد لله الّذي أظهر الحق وأهله ، ونصر أمير المؤمنين يزيد وحزبه ، وقتل الكذّاب ابن الكذاب الحسين بن علي وشيعته (١). فما زاد على الكلام شيئا.
يقول السيد المقرم في مقتله : فلم ينكر عليه أحد من أولئك الجمع الّذي غمره الضلال ، إلا عبد الله بن عفيف الأزدي ثم الغامدي أحد بني والبة ، وكان من خيار الشيعة وزهّادها ، وكانت عينه اليسرى ذهبت يوم الجمل ، والأخرى في يوم صفين. وكان يلازم المسجد الأعظم ، يصلي فيه الليل. فقال :
يابن زياد ؛ الكذّاب ابن الكذاب ، أنت وأبوك ، والذي ولّاك وأبوه. يابن مرجانة ، أتقتلون أبناء النبيين وتتكلمون بكلام الصدّيقين (٢) على منابر المؤمنين!.
قال الراوي : فغضب ابن زياد ، وقال : من هذا المتكلم؟.
فقال ابن عفيف : أنا المتكلم يا عدوّ الله ، أتقتل الذرية الطاهرة التي قد أذهب الله عنها الرجس ، وتزعم أنك على دين الإسلام؟!. وا غوثاه ، أين أولاد
__________________
(١) كامل ابن الأثير ، ج ٤ ص ٨٢.
(٢) تاريخ الطبري ، ج ٦ ص ٢٦٣.