٤٤ ـ وصف أحدهم لبسالة الحسين عليهالسلام وأصحابه الأبطال :
(الحسين في طريقه إلى الشهادة ، ص ١٤٧)
ذكر ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح نهج البلاغة) ج ٣ ص ٣٠٧ ط مصر : أنه قيل لرجل شهد يوم الطف مع عمر بن سعد : ويحك ، أقتلتم ذرية رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم!. فقال : عضضت بالجندل (١) إنك لو شهدت ما شهدنا لفعلت ما فعلنا!. ثارت علينا عصابة [يعني جماعة الحسين عليهالسلام] أيديها في مقابض سيوفها ، كالأسود الضارية ، تحتطم الفرسان يمينا وشمالا ، وتلقي أنفسها على الموت ، لا تقبل الأمان ولا ترغب في المال ، ولا يحول حائل بينها وبين الورود على حياض المنية أو الاستيلاء على الملك ، فلو كففنا عنها رويدا لأتت على نفوس العسكر بحذافيرها ، فما كنا فاعلين لا أمّ لك!.
مصرع أبي الشعثاء الكندي رحمهالله
٤٥ ـ عدول أبي الشعثاء الكندي إلى الحسين عليهالسلام واستشهاده :
(مقتل الحسين للمقرم ، ص ٣٠٠)
وكان أبو الشعثاء الكندي ـ وهو يزيد بن زياد بن مهاصر الكندي ـ مع ابن سعد ، فلما ردّوا الشروط على الحسين عليهالسلام صار معه. فقاتل بين يديه ، وجعل يرتجز ويقول (٢) :
أنا يزيد وأبي مهاصر |
|
أشجع من ليث بغيل (٣) خادر |
يا ربّ إني للحسين ناصر |
|
ولابن سعد تارك وهاجر |
وكان راميا ، فجثا على ركبتيه بين يدي الحسين عليهالسلام ورمى بمئة سهم ما أخطأ منها بخمسة أسهم ، والحسين عليهالسلام يقول : اللهم سدّد رميته ، واجعل ثوابه الجنة.
__________________
(١) تاريخ الطبري ، ج ٦ ص ٢٣٩ ط أولى مصر. والجندل : الصخر العظيم.
(٢) لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ١٣٧.
(٣) أسد خادر : مقيم في خدره ، والخدر : أجمة الأسد. والغيل : موضع الأسد.