٦٥ ـ مصرع سعيد بن عبد الله الحنفي :
(مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ١٧ ؛ واللواعج ، ص ١٣٨)
فوصل إلى الحسين عليهالسلام سهم ، فتقدم سعيد بن عبد الله ووقف يقيه من النبال بنفسه ، وما زال يرمى بالنبل ولا تخطئ ، فما أخذ النبل الحسين عليهالسلام يمينا وشمالا إلا قام بين يديه ، فما زال يرمى حتى سقط إلى الأرض ، وهو يقول : اللهم العنهم لعن عاد وثمود وأبلغ نبيك عني السلام ، وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح ، فإني أردت بذلك ثوابك في نصرة ذرية نبيك (١). والتفت إلى الحسين عليهالسلام قائلا : أوفّيت يابن رسول الله؟ قال : نعم أنت أمامي في الجنة (٢).
(وفي رواية) أنه قال : اللهم لا يعجزك شيء تريده ، فأبلغ محمدا (ص) نصرتي ودفعي عن الحسين عليهالسلام ، وارزقني مرافقته في دار الخلود.
ثم قضى نحبه رضوان الله عليه ، فوجد في جسمه ثلاثة عشر سهما ، سوى ما به من ضرب السيوف وطعن الرماح (٣).
ترجمة سعيد بن عبد الله الحنفي
(أدب الطف للسيد جواد شبّر ، ص ١١٦)
كان سعيد ممن استشهد مع الحسين عليهالسلام يوم الطف. وكان من وجوه الشيعة بالكوفة ، وذوي الشجاعة والعبادة فيهم ، وكان ممن حمل الكتب إلى الحسين عليهالسلام من أهل الكوفة إلى مكة والحسين عليهالسلام فيها.
ولما أراد الحسين عليهالسلام أن يصلي الظهر يوم العاشر من المحرم ، انتدبه ليقف أمامه ريثما يتمّ الصلاة ، فوقف بين يديه يقيه السهام ، طورا بوجهه وطورا بصدره وطورا بيديه وطورا بجبينه ، حتى صار جسمه كالقنفذ ، فسقط إلى الأرض صريعا ، وقد وفّى ما عليه في نصرة سيد شباب أهل الجنة ، وسبقه إلى الجنة.
__________________
(١) مقتل العوالم ، ص ٨٨.
(٢) ذخيرة الدارين ، ص ١٧٨.
(٣) اللهوف لابن طاووس ، ص ٦٢.