باب الخيزران
لم يتطرق أحد من المحققين إلى البحث عن هذا الباب كالذي قبله. وفي توقّعي أنه باب واقع في الطريق الممتدة من باب الساعات السابق الذكر إلى الغرب ، وهو ما يسمى اليوم جادة سبع طوالع ، المؤدية من الغرب إلى المكتبة الظاهرية. وهذا الباب ذكره سهل بن سعد ، حيث قال بأن الناس دخلوا منه ليتفرجوا على موكب الرؤوس والسبايا. فيكونون قد دخلوا منه ليصلوا إلى باب الساعات حيث عرفوا أن الموكب سيمرّ منه.
أما سبب تسمية هذا الباب (بالخيزران) فيمكن أن يكون نسبة إلى المنطقة التي تصنع فيها أعواد الخيزران ، فسمي باسم تلك الصناعة ، مثلما سمي أحد أبواب المسجد الجامع المحدثة بباب الكلاسة لأنه كان يصنع الكلس في غرفة إلى جانبه ، لطلاء جدران المسجد.
مسيرة الرؤوس والسبايا في دمشق
٤٩٧ ـ مسيرة الرؤوس والسبايا خارج دمشق وداخلها :
كان دخول الرؤوس والسبايا معا إلى دمشق ، في الأول من شهر صفر سنة ٦١ ه. وسوف أشرح هذه المسيرة بالتفصيل فيما يلي :
الّذي أتصوره أن موكب الرؤوس والسبايا جاء من غرب دمشق ، لمجيئهم من طريق لبنان ، أي من طريق بعلبك ـ شتورة ـ الهامة ـ دمشق ، بمحاذاة نهر بردى.
وصدرت الأوامر من يزيد بعدم إدخالهم دمشق ، بل انتظارهم خارجها ثلاثة أيام ليتسنى لهم تزيين دمشق لاستقبالهم بموكب مهيب. وكان المكان الوحيد الخالي والمناسب لإنزالهم تلك الفترة هو المنطقة الجنوبية من دمشق خارج السور ، التي تدعى اليوم مقبرة باب الصغير ، إذ كانت فارغة من الناس والعمران ، وهي من حيث الأصل اتخذت مقبرة للمسلمين لأنها مليئة بالأحجار والحصى وغير صالحة للزراعة.
فجاؤوا بالسبايا والرؤوس إلى باب الجابية خارج السور ، ثم عبروا بهم بمحاذاة السور في طريق آهل بالسكان ، هو شارع البدوي اليوم ، حيث صار الناس الذين يتفرجون عليهم يسبّونهم ويبصقون عليهم. وهذا الطريق هو المعبّر عنه في