حتى دخلت في فم عبيد الله بن زياد ، ثم خرجت من منخره ، ودخلت من منخره وخرجت من فيه ، فعلت ذلك مرارا. فقال المختار : دعوها دعوها.
وفي (أعيان الشيعة) ج ٤ ص ٢٩٧ :
قال ابن حجر في صواعقه : وقد صحّ عند الترمذي ، أنه لما جيء برأس ابن زياد ، ونصب في المسجد (في الكوفة) مع رؤوس أصحابه ، جاءت حيّة فتخللت الرؤوس حتى دخلت في منخره ، فمكثت هنيهة ثم خرجت ، ثم جاءت ففعلت كذلك مرتين أو ثلاثا. وكان نصبها في محل نصبه لرأس الحسين عليهالسلام.
٨٣١ ـ رأس ابن زياد بين يدي زين العابدين عليهالسلام :
(تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ص ٢٥٩)
قال اليعقوبي : وجّه المختار بن أبي عبيد الثقفي (بعد أن قتل عبيد الله بن زياد) برأسه إلى علي بن الحسين عليهالسلام في المدينة ، مع رجل من قومه ، وقال له : قف بباب علي بن الحسين عليهالسلام ، فإذا رأيت أبوابه قد فتحت ودخل الناس ، فذلك الّذي فيه طعامه ، فادخل إليه.
فجاء الرسول إلى باب علي بن الحسين عليهالسلام ، فلما فتحت أبوابه ودخل الناس للطعام ، دخل ونادى بأعلى صوته : يا أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومهبط الملائكة ، ومنزل الوحي ، أنا رسول المختار بن أبي عبيد الثقفي ، معي رأس عبيد الله ابن زياد.
فلم تبق في شيء من دور بني هاشم امرأة إلا صرخت. ودخل الرسول فأخرج الرأس. فلما رآه علي بن الحسين عليهالسلام قال : أبعده الله إلى النار.
وروى بعضهم أن علي بن الحسين عليهالسلام لم ير ضاحكا قط منذ قتل أبوه ، إلا في ذلك اليوم. وإنه كان لزين العابدين عليهالسلام إبل تحمل الفاكهة من الشام ، فلما أتي برأس عبيد الله بن زياد ، أمر بتلك الفاكهة ففرّقت بين أهل المدينة. وامتشطت نساء آل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم واختضبن ، وما امتشطت امرأة ولا احتضبت منذ قتل الحسين ابن علي عليهالسلام.