أبرص ، فضربه برجله وألقاه على قفاه ثم أخذ بلحيته. فقال له الحسين عليهالسلام : أنت الكلب الأبقع الّذي رأيته في منامي. فقال شمر : أتشبّهني بالكلاب يابن فاطمة؟. ثم جعل يضرب بسيفه مذبح الحسين عليهالسلام.
وروي أنه جاء إليه شمر بن ذي الجوشن وسنان بن أنس ، والحسين عليهالسلام بآخر رمق ، يلوك بلسانه من العطش. فرفسه شمر برجله ، وقال : يابن أبي تراب ، ألست تزعم أن أباك على حوض النبي يسقي من أحبه؟. فاصبر حتى تأخذ الماء من يده. ثم قال الشمر لسنان بن أنس : احتزّ رأسه من قفاه. فقال : والله لا أفعل ذلك ، فيكون جده محمّد خصمي. فغضب شمر منه ، وجلس على صدر الحسين عليهالسلام وقبض على لحيته ، وهمّ بقتله. فضحك الحسين عليهالسلام وقال له : أتقتلني!. أو لا تعلم من أنا؟. قال : أعرفك حق المعرفة ؛ أمك فاطمة الزهراء ، وأبوك علي المرتضى ، وجدك محمّد المصطفى ، وخصمك الله العليّ الأعلى ، وأقتلك ولا أبالي .. وضربه الشمر بسيفه اثنتي عشرة ضربة ، ثم حزّ رأسه الشريف.
١٧٣ ـ أشقى الأشقياء شمر بن ذي الجوشن يحزّ الرأس الشريف :
(مقتل الحسين لأبي مخنف ، ص ٩١)
فقال الشمر لسنان : يا ويلك إنك لجبان في الحرب ، هلمّ إليّ بالسيف فو الله ما أحد أحقّ مني بدم الحسين. إني لأقتله سواء أشبه المصطفى أو علي المرتضى. فأخذ السيف من يد سنان وركب صدر الحسين عليهالسلام فلم يرهب منه ، وقال : لا تظنّ أني كمن أتاك ، فلست أردّ عن قتلك يا حسين!. فقال له الحسين عليهالسلام : من أنت ويلك ، فلقد ارتقيت مرتقى صعبا طالما قبّله النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم. فقال له : أنا الشمر الضبابي. فقال الحسين عليهالسلام : أما تعرفني؟!. فقال ولد الزنا : بلى ، أنت الحسين ، وأبوك المرتضى ، وأمك الزهرا ، وجدك المصطفى ، وجدتك خديجة الكبرى. فقال له : ويحك إذا عرفتني فلم تقتلني؟. فقال له : أطلب بقتلك الجائزة من يزيد. فقال له الحسين عليهالسلام : أيّما أحبّ إليك ؛ شفاعة جدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أم جائزة يزيد؟. فقال : دانق من جائزة يزيد أحب إليّ منك ومن شفاعة جدك وأبيك. فقال له الحسين عليهالسلام : إذا كان لا بدّ من قتلي فاسقني شربة من الماء. فقال : هيهات هيهات ، والله ما تذوق الماء أو تذوق الموت غصّة بعد غصة وجرعة بعد جرعة. ثم قال شمر : يابن أبي تراب ، ألست تزعم أن أباك على الحوض يسقي من أحبّ ، اصبر قليلا حتى يسقيك أبوك.