فلما سمع سعد بن الحرث وأخوه أبو الحتوف أصوات النساء والأطفال من آل الرسولصلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكان بعد صلاة الظهر ، وهما في حومة الحرب ، قالا : إنا لله ولا حكم إلا لله ، ولا طاعة لمن عصاه. وهذا الحسين ابن بنت نبينا محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ونحن نرجو شفاعة جده يوم القيامة ، فكيف نقاتله وهو بهذا الحال ، نراه لا ناصر له ولا معين؟!. فمالا بين يدي الحسين عليهالسلام على أعداء الله وأعدائه ، فجعلا يقاتلان قريبا منه ، حتى قتلا من القوم جماعة كثيرة وجرحا آخرين ؛ ثم قتلا معا في مكان واحد ، رضوان الله عليهما.
مصرع سويد بن عمرو ابن أبي المطاع الخثعمي
٩٩ ـ مصرع سويد بن عمرو بن أبي المطاع الخثعمي :
(كامل ابن الأثير ، ج ٣ ص ٣٩٤)
وأما سويد بن أبي المطاع فكان قد صرع ، فوقع بين القتلى مثخنا بالجراحات (وظنّ أنه قتل). فلما قتل الحسين عليهالسلام وسمعهم يقولون : قتل الحسين عليهالسلام ، فوجد خفّة ، فتحامل وأخرج سكّينة من خفّه (وكان سيفه قد أخذ) ، فقاتلهم بسكينه ساعة. وكان يرتجز ويقول :
اقدم حسين اليوم تلقى أحمدا |
|
وشيخك الحبر عليا ذا الندى |
وحسنا كالبدر وافى الأسعدا |
|
وعمك القرم الهمام الأرشدا |
حمزة ليث الله يدعى أسدا |
|
وذا الجناحين تبوّا مقعدا |
في جنة الفردوس يعلو صعدا |
وتعطّفوا عليه فقتلوه. قتله عروة بن بطان الثعلبي وزيد بن رقّاد الجبني. وكان سويد آخر من قتل من أصحاب الحسين عليهالسلام.
وفي (تاريخ الطبري) ج ٦ ص ٢٥٥ : أنه آخر من بقي مع الحسين عليهالسلام من أصحابه ، قتله عروة بن بطار التغلبي وزيد بن رقاد الجبني.
١٠٠ ـ كل قتيل في جنب الله شهيد : (مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ٢٥)
وكان يأتي الحسين الرجل بعد الرجل ، فيقول : السلام عليك يابن رسول الله ،