كما وإن هناك رواية أن أهل البيت عليهالسلام قد مكثوا مدة ستة أشهر عند يزيد ، حتى انطفأت ثائرته. ثم دعا الإمام علي بن الحسين عليهالسلام وخيّره بين البقاء عنده أو المسير إلى المدينة.
ولعمري كيف يمكن في مدة أربعين يوما ، أن تستغرق هذه السفرة في الذهاب والإياب؟!. فمن الأمور المحققة التي تميل إليها الأوساط العلمية عند مؤرخي الإمامية ، أن أهل البيت عليهالسلام قد وردوا كربلاء في ٢٠ صفر عام ٦٢ ه ، ووجدوا جابرا عند القبر.
ويقول الفاضل الدربندي في (أسرار الشهادة) ص ٥٢٦ بعد أن أورد روايات أبي مخنف ، واللهوف ... الخ : إن هذه الروايات لم يظهر معها أن ورود آل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى كربلاء كان يوم الأربعين ، أي العشرين من صفر.
ولا يخفى أن دعوى ورودهم كربلاء يوم العشرين من صفر ، دعوى غير معقولة ؛ لأن آل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم كانوا في الكوفة مدة في سجن ابن زياد ، ثم كانوا مدة مديدة في دمشق في سجن يزيد. ثم إنهم أقاموا مأتم سيد الشهداء عليهالسلام في دمشق مدة سبعة أيام ، وكان ذلك بعد خلاصهم من سجن يزيد.
المخرج :
إذا صحّ أن جابر ورد كربلاء يوم ٢٠ صفر من عام ٦١ ه ، فيمكن افتراض أن جابر وجماعة من بني هاشم أدركوا زيارة الأربعين ، ثم مكثوا عند قبر الحسين عليهالسلام حتى ورد عليهم زين العابدين عليهالسلام فتلاقوا هناك. وهذا فحوى بعض الروايات : " فتوافوا في وقت واحد".
هذا هو المخرج الأول. أما المخرج الثاني فهو أن جابر والسبايا قد توافوا عند القبر الشريف في يوم واحد ، هو يوم الأربعين ؛ ولكن من العام التالي ٦٢ ه.
٦٦٧ ـ تحقيق يوم الأربعين : (تظلم الزهراء للقزويني ، ص ٢٨٧ ط قم)
روى السيد ابن طاووس في (الإقبال) قال : وجدت في (المصباح) أن حرم الحسين عليهالسلام وصلوا المدينة مع مولانا علي بن الحسين عليهالسلام يوم العشرين من صفر ، وكلاهما مستبعد ، لأن عبيد الله بن زياد كتب إلى يزيد يعرّفه ما جرى ، ويستأذنه في حملهم ، ولم يحملهم حتى عاد الجواب إليه ، وهذا يحتاج إلى نحو عشرين يوما أو أكثر منها. ولأنه لما حملهم إلى الشام ، روي أنهم أقاموا فيها شهرا