وأبي القاسم البغوي ، وغيرهما ؛ لم يذكر أحد منهم أن رأس الحسين عليهالسلام حمل إلى عسقلان ، ولا إلى القاهرة.
٣ ـ وقد دفن بدن الحسين عليهالسلام في مصرعه بكربلاء ، ولم ينبش ولم يمثّل به. فلم يكونوا يمتنعون من تسليم رأسه إلى أهله ، كما سلّموا بدن ابن الزبير إلى أهله. وإذا تسلّم أهله رأسه ، فلم يكونوا ليدعوا دفنه عندهم بالمدينة المنورة ، عند عمّه وأمه وأخيه مقرّبا من جده صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويدفنوه بالشام حيث لا أحد إذ ذاك ينصرهم على خصومهم!. هذا لا يفعله أحد.
في كربلاء
٦٥٣ ـ مدفن الرأس الشريف في كربلاء :
قال الشيخ محمّد الصبان في (إسعاف الراغبين) ص ١٩٧ :
وذهبت الإمامية إلى أنه أعيد إلى الجثة ، ودفن بكربلاء بعد أربعين يوما من المقتل. وقال المنّاوي في (طبقاته) : ذكر لي بعض أهل الكشف والشهود أنه حصل له اطلاع على أنه دفن مع الجثة بكربلاء.
وقال الطريحي في (المنتخب) ص ٣٨ ط ٢ :
زار الإمام الصادق عليهالسلام قبر الحسين عليهالسلام ، فسأله أحد أصحابه : يابن رسول الله ، أليس رأس الحسين عليهالسلام بعث إلى الشام إلى يزيد؟. فقال : بلى ، ولكن رجلا من موالينا اشتراه من بعد موت يزيد ، وأتى به إلى هذا الموضع ، ودفنه هنا.
النتيجة :
(أقول) : يمكن اعتبار أغلب الروايات السابقة صحيحة ، مع ملاحظة ما يلي :
١ ـ إن بعض المشاهد التي ذكر أن فيها رأس الحسين عليهالسلام هي مشاهد وضع فيها الرأس الشريف أثناء تجواله في الآفاق ، وذلك وفق ما ذكره ابن شهر اشوب في (مناقبه) ج ٣ ص ٢٣٥ ط نجف ، حيث قال :
ومن مناقب الحسين عليهالسلام : ما ظهر من المشاهد التي يقال لها مشهد الرأس ؛ من كربلاء إلى عسقلان ، وما بينهما في الموصل ونصيبين وحماة وحمص ودمشق وغير ذلك. اه
فهذه مشاهد ، وليست مراقد.