أكناف أصحابك فلا تؤذيهم ، ويصيبهم أذاها ، ويرون من ائتلاق بيضكم وأسنة رماحكم وسيوفكم ودروعكم ما لا ترونه أنتم ، ما داموا مغرّبين. ثم قاتلهم واستعن الله عليهم.
فقال له مسلم : لله أبوك أيّ امرئ ولد.
ثم إن مروان دخل عليه ، فقال لمسلم : إيه ، أليس قد دخل عليك عبد الملك؟. قال : بلى. قال : إذا لقيت عبد الملك فقد لقيتني.
ثم إن مسلم صار في كل مكان ، يصنع ما أمر به عبد الملك.
٨٤٦ ـ معركة الحرّة نكسة للإسلام :
(مختصر تاريخ العرب تأليف سيد أمير علي ، ص ٧٥)
ودارت بين الفريقين معركة هائلة ، أسفرت عن هزيمة أهل المدينة ، وقتل زهرة شباب الأنصار والمهاجرين ، وانتهاك حرمة مأوى الرسول ومهبط الوحي. وهكذا قدّر للذين عضدوا رسولهم في وقت الشدة أن يتعرّضوا لأبشع تنكيل لا يعرف التاريخ له مثيلا.
ويعلق مؤرخ أوروبي على هذه الحادثة بقوله : إن تأثير هذا الحادث على العالم الإسلامي كان مروّعا ، فكان الأمويون قد أرادوا أن يوفوا ما عليهم من دين ، حينما عاملهم الرسول وجيشه بالرحمة والعطف. فشرّدوا وقتلوا خيرة شباب المدينة ورجالها الميامين ، كما أجبروا من تبقّى منهم على مبايعة يزيد على أنهم خول [أي عبيد] له ، يحكم في دمائهم وأموالهم وأهليهم ، فمن امتنع عن ذلك وصمه بالكيّ على رقبته [أي أحمى له ختما وطبعه على رقبته ، حتى يعرف أنه صار عبدا ليزيد].
وفي تلك الموقعة هدمت معظم المدارس والمنشآت العامة ، ودخلت شبه جزيرة العرب في عهد مظلم شديد الحلكة ، حتى قيّض الله لها جعفر الصادق عليهالسلام بعد بضع سنوات ، فبعث في المدينة روح الحركة العلمية ، التي كانت قد ازدهرت في عهد الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام.
٨٤٧ ـ حصيلة وقعة الحرّة من القتلى :
(تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٩٩ ط ٢ نجف)
وذكر المدائني في كتاب (الحرّة) عن الزهري قال : كان القتلى يوم الحرة سبعمائة