٨٨٧ ـ هل يزيد من الصحابة ، وهل يجوز لعنه؟ :
(أخبار الدول للقرماني ، ص ١٣٠ ؛
والكنى والألقاب للشيخ عباس القمي ، ج ٢ ص ٥٣)
سئل عماد الدين الكيا الهراسي الفقيه الشافعي ، عن يزيد بن معاوية ، هل هو من الصحابة أم لا؟. وهل يجوز لعنه أم لا؟. فقال : إنه لم يكن من الصحابة ، لأنه ولد في أيام عمر بن الخطاب.
وأما قول السلف في لعنه ؛ ففيه لأحمد قولان : تلويح وتصريح ، ولمالك قولان : تلويح وتصريح ، ولأبي حنيفة قولان : تلويح وتصريح ، ولنا قول واحد : التصريح دون التلويح. وكيف لا يكون ذلك وهو اللاعب بالنرد ، والمتصيّد بالفهود ، ومدمن الخمر. وشعره في الخمر معلوم ، ومنه قوله :
أقول لصحب ضمّت الكاس شملهم |
|
وداعي صبابات الهوى يترنّم |
خذوا بنصيب من نعيم ولذة |
|
فكلّ وإن طال المدى يتصرّم |
ولا تتركوا يوم السرور إلى غد |
|
فربّ غد يأتي بما ليس يعلم |
وكتب الهراسي فصلا طويلا ، ثم قلب الورقة وكتب : لو مددت ببياض ، لمددت العنان في مخازي هذا الرجل.
وقال الجاحظ في (الرسالة ١١ في بني أمية) ص ٢٩٨ :
المنكرات التي اقترفها يزيد ؛ من قتل الحسين عليهالسلام ، وحمله بنات رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سبايا ، وقرعه ثنايا الحسين عليهالسلام بالعود ، وإخافته أهل المدينة ، وهدم الكعبة ؛ تدل على القسوة والغلظة والنّصب وسوء الرأي والحقد والبغضاء والنفاق والخروج عن الإيمان. فالفاسق ملعون ، ومن نهى عن شتم الملعون فملعون.
وقال الذهبي في (سير أعلام النبلاء) : كان يزيد بن معاوية ناصبيا فظا غليظا جلفا ، يتناول المسكر ويفعل المنكر. افتتح دولته بقتل الشهيد الحسين عليهالسلام ، وختمها بوقعة الحرّة [في المدينة] ، فمقته الناس ولم يبارك في عمره.
(راجع مقتل الحسين للمقرم ، ص ١٢ و ١٣ ، ط ٣)