وبينما كان جيش الشام يضرب الكعبة بالعرّادات والمجانق ، جاء الخبر بهلاك يزيد ، لا ردّه الله.
ورغم أن هذه الحوادث لا علاقة مباشرة لها بصلب كتابنا ، إلا أنني آثرت ذكرها لكشف حقيقة يزيد ، وأنه مارق من الدين ، كما يمرق السهم من الرميّة. وكما قال الفاضل الدربندي في (أسرار الشهادة) ص ٩٠ :
فهذه الوقائع وإن لم تكن من غرض كتابنا ، لكن ذكرتها ليزيد لك العلم بمزيد شقاوة يزيد وخذلانه ، وتعلم أنه لم يندم على ما صدر عنه ، بل كان مصرّا على غيّه ، مستمرا في طغيانه ، إلى أن أماته الله المنتقم العظيم ، وأوصله إلى دركات الجحيم.
٨٣٥ ـ عبد الله بن الزبير يدعو ابن عباس إلى بيعته ، فيأبى :
(تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٨٥ ط ٢ نجف)
ذكر الواقدي وهشام ابن الكلبي وابن اسحق وغيرهم ، قالوا : لما قتل الحسين عليهالسلام بعث عبد الله بن الزبير إلى عبد الله بن عباس ليبايعه ، وقال : أنا أولى من يزيد الفاسق الفاجر ، ولقد علمت سيرتي وسيرته ، وسوابق أبي الزبير مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وسوابق معاوية.
فامتنع ابن عباس ، وقال : الفتنة قائمة ، وباب الدماء مفتوح ، ومالي ولهذا ، إنما أنا رجل من المسلمين.
وقال الخوارزمي في مقتله ، ج ٢ ص ٧٧ :
لما قتل الحسين بن علي بن أبي طالب عليهالسلام ، ثار عبد الله بن الزبير ، فدعا ابن عباس إلى بيعته ، فامتنع ابن عباس. وظن يزيد بن معاوية أن امتناع ابن عباس كان تمسّكا منه ببيعته ، فكتب إليه (يستميله) ...
٨٣٦ ـ عداوة عبد الله بن الزبير لأهل البيت عليهالسلام ـ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يحتجم وابن الزبير يشرب دمه : (أخبار الدول للقرماني ، ص ١٣٤)
أخرج أبو يعلى في مسنده عن عبد الله بن الزبير ، أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم احتجم ، فلما فرغ قال له : يا عبد الله اذهب بهذا الدم فأهرقه حيث لا يراك أحد. فلما ذهب شربه. فلما رجع قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما صنعت بالدم؟. قال : عمدت إلى أخفى موضع علمت