وسوف نستعرض فيما يلي بعض أقوال الرواة في هذا الحادث الأليم ، ونترك للقارئ الحكم على مرتكبيه. وكما قال الشاعر :
لو بسبطي قيصر أو هرقل |
|
فعلوا فعل يزيد ما عدا |
قال الشيخ عبد الله الشبراوي الشافعي في كتابه (الإتحاف بحبّ الأشراف) ص ٥٦: ثم أرسل ابن زياد السبايا مع عمر بن سعد إلى يزيد بن معاوية ، ومعه الصبيان والنساء مشدودين على أقتاب الجمال ، موثّقين بالحبال ، والنساء مكشّفات الوجوه والرؤوس. وفي عنق علي بن الحسين عليهماالسلام ويديه الغل.
وقال المؤرخ القرماني الدمشقي في (أخبار الدول) ص ١٠٨ :
ثم إن عبيد الله بن زياد جهّز علي بن الحسين عليهماالسلام ومن كان معه من حرمه ، بحيث تقشعرّ من ذكره الأبدان ، وترتعد منه مفاصل الإنسان ، إلى البغيض يزيد بن معاوية ، مع الشمر.
٣٧٤ ـ على أي شيء أركبوا السبايا عليهمالسلام؟ : (البحار ، ج ٤٥ ص ١٥٤ ط ٣)
قال صاحب (إقبال الأعمال) : رأيت في كتاب (المصابيح) بإسناده إلى الإمام جعفر بن محمّد عليهالسلام قال : قال لي أبي محمّد الباقر عليهالسلام : سألت أبي علي ابن الحسين عليهماالسلام عن حمل يزيد له ، فقال : حملني على بعير يظلع [أي جمل يعرج في مشيته] بغير وطاء ، ورأس الحسين عليهالسلام على علم. ونسوتنا خلفي على بغال [واكفة (١)] ، والفارطة (٢) خلفنا وحولنا بالرماح. إن دمعت من أحدنا عين قرع رأسه بالرمح. حتى إذا دخلنا دمشق ، صاح صائح : يا أهل الشام ، هؤلاء سبايا أهل البيت الملعون. يقول الشاعر :
وما الدهر حتى العيد إلا مآتم |
|
وهل ترك العاشور للناس من عيد |
أيفرح قلب ، والفواطم حسّر |
|
يسار بها أسرى على قتب القود (٣) |
__________________
(١) في الأصل (فأكفّ) : أي أميل وأشرف على السقوط ، ولعلها تصحيف. والصحيح [واكفة] : أي خيل بدون سرج.
(٢) الفارطة : المتقدمة والسابقة ، أو الظالمة المتجاوزة الحد.
(٣) القود : طائفة من الخيل تقاد في السفر مع الركب ولا تركب ، وهي مهيأة للدفاع عن الركب وليس للركوب.