اغرورقت عيناه بالدموع ، وقال : هذا مناخ ركابهم ، هذا ملقى رحالهم ، ههنا تراق دماؤهم. طوبى لك من تربة عليها يراق دم الأحبة. مناخ ركاب ، ومنازل شهداء ، لا يسبقهم من كان قبلهم ، ولا يلحقهم من كان بعدهم.
٢٣ ـ تفضيل المستشهدين مع الحسين عليهالسلام على حواريي الرسول (ص) وحواريي الإمام علي عليهالسلام : (أسرار الشهادة للفاضل الدربندي ، ص ٣١٥)
قال الفاضل الدربندي ما ملخصه : لقد قال الإمام علي عليهالسلام في وصف المستشهدين مع الحسين عليهالسلام ومدحهم : «لم يسبقهم سابق ، ولا يلحقهم لاحق». وإن هذا الكلام الشريف كالنور فوق الطور ، تسطع منه أنوار كثيرة ... فهل يحمل هذا الكلام الشريف على أنهم لا يفضل عليهم أحد بالنسبة إلى مقام الشهادة فقط. أم أن هذا يعني أنهم أفضل من حواريي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وحواريي أمير المؤمنين عليهالسلام وحواريي الحسن عليهالسلام؟. فيجيب الفاضل الدربندي بأنه يفتي بأفضليتهم على كل هؤلاء. فإن كل من استشهد بين يدي الإمام المظلوم وهم حواريي الحسين عليهالسلام ، أفضل من حواريي رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم وهم سلمان وأبو ذر والمقداد ، ومن حواريي أمير المؤمنين عليهالسلام وهم عمرو بن الحمق الخزاعي وأويس القرني وميثم التمار ومحمد بن أبي بكر ، ومن حواريي الحسن عليهالسلام وهم سفيان بن أبي ليلى وحذيفة بن أسد ، من غير استثناء أحد منهم إلا فيما خرج بالدليل ؛ وذلك كسلمان عليهالسلام ، فإنه لا استبعاد في تفضيله على المستشهدين من الأصحاب غير العترة الهاشمية النبوية.
٢٤ ـ تفاضل المستشهدين من الآل والأصحاب عليهالسلام : (المصدر السابق)
ثم قال الفاضل الدربندي ما معناه : وقد ثبت أن المستشهدين من الآل في طبقة أعلى من بقية الأصحاب ، وأفضلهم العباس وعلي الأكبر والقاسم بن الحسن عليهالسلام. أما الأصحاب فهم متفاوتون في الفضل ، وعلى رأسهم في الأفضلية : حبيب بن مظاهر ومسلم بن عوسجة وزهير بن القين وهلال بن نافع. وأفضل هؤلاء حبيب بلا منازع ، وهو من الذين علّمهم أمير المؤمنين عليهالسلام علم المنايا والبلايا ، وإنه لما قتل تبيّن الانكسار في وجه سيد الشهداء عليهالسلام ، وكان عمر حبيب نحو ٧٥ سنة ، ومن جملة الكواشف الدالة على ذلك كون مدفنه في موضع مستقل عند باب الإذن.